لم يكن من قبيل المصادفة أن تتعثر وتتعرقل وتتأخر المشاريع، في شوارع الطائف، ولم يكن غريبا أن تفشل أغلب مشاريع تصريف السيول والصرف الصحي والمياه، في ظل غياب الرقابة على الشركات التي تتولى تنفيذ هذه المشاريع برمتها. وأرجعت بعض المصادر هذا العبث إلى شركات الباطن أو الشركات غير المصنفة التي تتصدى لهذه المشاريع دون أن تتوفر لديها الخبرة والإمكانات الكافية لتلبية احتياجات هذه المشاريع، تحت مظلات الشركات الكبرى. عدد من أهالي محافظة الطائف تحدث ل«عكاظ» مؤكدا أن شركات المقاولات غير المصنفة غيرت وجه المحافظة، وأهلكت سكانها وشوارعها ثم رحلت، مخلفة الحفريات والتشققات التي ظهرت مشاكلها مع أول اختبار بهطول الأمطار التي شهدتها عدد من الأحياء، حيث حققت جميعها فشلا غير مسبوق لكل مشاريع تصريف الأمطار التي كلفت الدولة ما يزيد على 100 مليون ريال. وأشار محمد الغامدي إلى أن المياه تجمعت بجوار قنوات التصريف بسبب ارتفاع القنوات عن مستوى منسوب الشارع، فجرت المياه إلى مواقع دون تصريف، مؤكدا أن ذلك حدث بجوار إشارة شارع الحدائق المتفرع من طريق الجنوب، ووسط حي العنود حيث تراكمت كميات المياه، ولم يستفد السكان من المشروع الذي ما زال قيد التنفيذ، في ظل غياب رقابة الجهات ذات الاختصاص، وعدم محاسبة المقصرين، في ظل تغييب كامل لهيئة مكافحة الفساد. وطالب سعد الشهيب بتدخل عاجل لهيئة مكافحة الفساد وحقوق الإنسان لحفظ حقوق المواطنين التي صادرتها بل واستولت عليها الشركات تحت مسمى مقاولي الباطن الذين يتلاعبون مستخدمين عمالة مخالفة ومعدات متهالكة أدت إلى رداءة تنفيذ المشاريع وعدم خروجها بالشكل المأمول. في الوقت نفسه، أوضح ل«عكاظ» أحد المهندسين السعوديين، (فضل عدم ذكر اسمه) أن الكثير من الشركات غير المصنفة تنفذ مشاريع بملايين الريالات رغم أن الشركات الصغيرة لا يسمح لها بتجاوز المشاريع التي تتبناها لأكثر من 3 ملايين ريال، ثم تتدرج في المشاريع لتصل إلى التصنيف المعتمد، ولا يجوز أن تتصدى لمسؤولية مشاريع أكبر من إمكاناتها وخبراتها حتى لو كان عن طريق الباطن. من جهته، أوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أن الأمانة ستفرض عقوبات وغرامات على الشركات المتعثرة والمخالفة، تتمثل في عدم استلام المشاريع حتى يتم تعديل الأخطاء حفاظا على الصالح العام. فشل غير مسبوق أهالي الطائف يؤكدون أن شركات المقاولات غير المصنفة غيرت وجه المحافظة، وأهلكت سكانها وشوارعها ثم رحلت، مخلفة الحفريات والتشققات التي ظهرت مشاكلها مع أول اختبار بهطول الأمطار التي شهدها عدد من الأحياء، حيث حققت جميعها فشلا غير مسبوق.