أكد الشيخ عبدالقادر النايل أحد مشايخ الأنبار والمتحدث الرسمي باسم اعتصام ساحة الأنبار أن الحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي يحضرون لعملية عسكرية ولمجازر كبرى ضد اعتصام الأنبار وأهله، داعيا الجامعة العربية للتدخل عبر الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لوقف المجازر الطائفية وإنهاء الأزمة المستفحلة في العراق. وأوضح الشيخ النايل في حوار أجرته «عكاظ» أن المالكي ينفذ مخططا إيرانيا يهدف إلى تهجير أهل السنة من العراق، مؤكدا أن «عشائر السنة تتعامل بكل جدية مع التهديدات التي أطلقها المالكي لأهلنا لأن وجودنا يمثل حجر عثرة بوجه مشروعه الطائفي». وقال إن عشائر الأنبار مستعدة للدفاع عن نفسها، موضحا أن «المعركة هي معركة وجود بالنسبة لنا». وزاد «إن المكون الكردي داعم للسنة باعتباره مهددا من حكومة المالكي».. وفي ما يلي وقائع الحوار: كيف تنظرون إلى التهديدات والمهل التي أطلقها رئيس الحكومة نوري المالكي للمعتصمين بالأنبار؟ وإلى أين تتجه الأوضاع من خلال هذه التهديدات؟. في الحقيقة، نحن نتعامل بكل جدية مع هذه التهديدات التي أطلقها نوري المالكي لأهلنا في الأنبار لأننا نعلم أن المالكي ينفذ مخططا إيرانياً يهدف للقضاء على أهل السنة والجماعة في العراق وتحديدا على وجودهم في الأنبار الذي يشكل حجر عثرة بوجه مشروعهم الطائفي، وبالتالي نحن نراه جادا في عداوته ونترقبه ونحن مستعدون له بكل ما أوتينا من قدرات، وأهل الأنبار بكل عشائرهم ومكوناتهم مستعدون للدفاع عن نفسهم بوجه هذا العدوان، فالمعركة هي معركة وجود بالنسبة لنا لا يمكن أن يتخاذل أحد ولا يمكن أن نتهاون مطلقا تجاه ما يحصل، هناك استهداف طائفي لنا والأمر ليس جديدا بل هو متواصل منذ عشر سنوات. إقفال النظام للقنوات التلفزيونية الفضائية ولعدد من الصحف هل يؤشر إلى تحضيره لمعركة عسكرية كبرى ضد الأنبار؟. بالطبع هذه كلها مؤشرات تدل على أن المالكي ومن خلفه يحضرون لعملية عسكرية، لا يريدون للإعلام أن يكون شاهدا عليها، المالكي ومعه حزب الدعوة لا يجيدون سماع الآخر ولا يطيقون سماعه، هم يسعون دائما للديكتاتورية والقمع والتآمر، تاريخهم يشهد على ذلك، كل المؤشرات التي لدينا تقول إن المالكي بتوجيه ودعم من إيران يريد شن معركة كبيرة ضد الأنبار وافتعال المجازر فيها بهدف دفع أهل الأنبار للنزوح والهجرة إلى الأردن وباقي دول الجوار وهكذا يحصل تطهير طائفي يريح بغداد، هم قلقون على بغداد يريدون إضعاف السنة ديموغرافيا تسهيلا لمشروعهم الطائفي المقيت. برأيكم إذن ما هو الحل لمواجهة هذه المؤامرة والحملة العسكرية الموجهة ضدكم؟. الحل هو تدخل الجامعة العربية عبر التحرك باتجاه مجلس الأمن الدولي لوقف هذه المجازر قبل وقوعها. هناك تطهير طائفي وعلى العرب والمجتمع الدولي التحرك بشكل سريع، نحن لا نرى حلا غير ذلك لأن أي كلام سياسي عراقي داخلي لن يصل إلى نتيجة، هناك حرب طائفية وفقا لمشروع إيراني وبالتالي فإن كل التفصيلات الداخلية لن تفيد ولن توقف إجرام هذه الحكومة ورئيسها. الحراك الشعبي لم يطالب سوى باحترام حقوق الإنسان باتجاه أهل السنة في العراق ونحن نقول بالعدالة والمساواة وهو لا يريد أن ينصت لنا، نحن لا نسعى إلى فوضى ولا إلى حروب ولا إلى تقاتل بين العراقيين، كل ما نسعى إليه هو العيش بكرامة وقبل الانقضاض علينا يريد أن يرتكب مجازره من دون أي ضجيج إعلامي بعدما أزعجه أن ارتكاباته في الحويجة والمجزرة التي حصلت وصلت إلى العالم بأسره. هل الأنبار قادرة اجتماعيا وعسكريا على الصمود في حال شنت هجمة عسكرية عليها؟. الأنبار قادرة على هذا الشيء بعون الله تعالى وقادرة على مداهمته وهناك وحدة كبيرة بين كافة العشائر وعلماء الدين والشباب الشجاع يتشاورون ويتعاونون لتحصين جبهتنا، نحن واثقون أن محافظة الأنبار قادرة على مواجهة وحشية النظام ودحره ونراهن على أهلنا في كل العراق بالوقوف إلى جانبنا لأن هذا النظام ساقط شعبيا وعراقيا وما استمراره إلا بناء للدعم الإيراني المقدم له كما يحصل تماما مع الشعب السوري. هناك اتهامات بتلقيكم سلاحاً من الخارج عبر الأردن وبوجود تنظيم القاعدة بين صفوفكم.. ما حقيقة ذلك؟. كل هذه الأمور ترهات، الأنبار تمتلك كل الإمكانات ولا نريد مساعدة عسكرية من أحد، أهل الأنبار قادرون على الدفاع عن أهلهم وأرضهم، هذه الاتهامات ما هي إلا مسعى من النظام ليبرر همجيته والمجازر التي سيرتكبها. أين المكون الكردي في هذه المواجهة؟. المكون الكردي إلى الآن داعم لنا بكل الاتجاهات لأنه يعلم عقلية حزب الدعوة وخطورة الموقف وأنه «أي المكون الكردي» مهدد أيضا من هذه العقلية الدكتاتورية. الدعم الكردي لنا نريده أكبر وأفعل، فنحن شركاء في الوطن ومصيرنا واحد ولنا أمل كبير بأشقائنا الأكراد في ذلك. ونحن ندعو كل الشرفاء لدعم عشائر الأنبار والوقوف أمام المد الطائفي المدعوم من إيران ونناشد الجامعة العربية للتدخل وإنقاذ الطائفة السنية التي تواجه حرب إبادة من حكومة المالكي.