اطلع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران على آخر الاستعدادات لانطلاقة مهرجان قس بن ساعده، في دورته الثانية، والذي سينطلق يوم الأحد المقبل في منتزه الملك فهد بنجران. وقال سموه إن «هذه الفعالية تعد رافدا من روافد إثراء الجانب الثقافي والتاريخي لمنطقة نجران الذي يميزها عن غيرها من مناطق المملكة، ويجعل لها الخصوصية التي تفاخر بها، ونسعى لتعليم الأجيال هذه القيم ليعملوا على المحافظة عليها». من جهة أخرى، تقبل نجران، خلال الأيام القادمة، على مهرجان طرز اسمها في الساحة الثقافية، ولفت الأنظار إلى الموروث النجراني، مهرجان حاول جاهدا أن يجمع كل صنوف الثقافة وفروعها ليشكل ظاهرة تحيي هذا المكان من خارطة الوطن، وتبث فيه روح الحياة التي كان يشاهدها في المدن الكبيرة، ورغم نجاح النسخة الأولى من مهرجان قس بن ساعدة إلا أن الشارع النجراني متعطش للنسخة الثانية من المهرجان في ظل الدعم اللا محدود من أمير المنطقة ووزارة الثقافة والإعلام.. «عكاظ» وقفت على المشهد ونقلت بالصورة أبرز الاستعدادات من داخل المسرح المشيد على النمط الروماني في غابة سقام، والذي أصبح ورشة عمل ليلا ونهارا في سباق مع الزمن لانطلاق الفعاليات يوم 26 من الشهر الحالي. وأوضح مدير المهرجان صالح آل سدران أن جهود صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران هي أبرز ما يميز مهرجان قس بن ساعدة في نسخته الثانية، مبينا أنه بفضل مساعيه الدؤوبة في دعم كافة المجالات التنموية والاجتماعية والثقافية، استطاعت المؤسسات المعنية بالثقافة في المنطقة أن تظهر تاريخ وموروث وتراث نجران التي تحكي تاريخ الإنسان والمكان، بما يتناسب مع مكتسبات هذه المنطقة. لهذا ظهرت نجران كفاعل ثقافي في الوسط السعودي في السنوات الماضية، وخصوصا بعد أن دشن مهرجان قس بن ساعدة الذي مثل كرنفالا سنويا يستمد تواجده وفعالياته من عمق التاريخ النجراني. ويكثف حضوره في المشهد بتنوع برامجه. وفي هذا السياق أناشد جميع المؤسسات والأفراد المشاركين في حقول الثقافة أن يعملوا على استثمار طموحات ورؤى أمير نجران في دعم ثقافة المنطقة. وعن جديد النسخة الثانية من مهرجان قس بن ساعدة، أشار إلى أن إدارة المهرجان حاولت جاهدة في أن تستفيد من تجربتها في النسخة الأولى، مبينا أن الفارس والشاعر الجاهلي عبد يغوث الحارثي سيكون الضيف على مهرجان قس بن ساعدة لعام 2013م، والذي يقدم في الافتتاح على شكل ملحمة تاريخية عملاقة بعنوان (ملحمة شيخ العرب: ملوك الشعر والدماء. في يوم الكُلاب الثاني)، إضافة لمحاضرات وندوات في سياقات هذه الشخصية، مع أمسية شعرية عربية لعددٍ من كبار الشعراء الحاضرين في المشهد العربي. وسيتواجد معرض الكتاب الدولي لهذا العام أيضا، إلا أنه بسعة أكبر وموضوعات أكثر بتواجد دور نشر عربية عديدة. كما يتواجد الفنان العالمي تشيكوف مينوزا في نجران بعد 35 عاما من زيارته الماضية ، حاملا في (معرض نجران في السبعينات) ما ذهب وهو في ذاكرة الصورة الفوتوغرافية من يوميات الحياة النجرانية وتضاريس المكان والإنسان. ويعرض الفنان النجراني هادي آل صليع درة إبداعية حديثة المنهج والأسلوب.. بعدد هائل من الصور تعكس أحد رموز الآثار في منطقة نجران. وحول توقعاته فيما يتعلق بحجم الإقبال على فعاليات ومرافق المهرجان، أكد أنه من خلال التجربة الماضية لمس تفاعل الجمهور النجراني مع أنشطة المهرجان المختلفة، وكان حضوره في كافة فعاليات المهرجان لافتا، وخصوصا معرض الكتاب والمعرض الفني وملحمة الافتتاح. وأضاف «ونظرا للتساؤل الدائم عن برنامج هذا العام. ونظرا لوجدانية المعرض الفني الذي يقدمه تشيكوف منيوزا في ضمير وذاكرة النجرانيين، فإنه بلا شك سيكون إقبالا أكثر من العام الماضي»، مؤكدا أن صدر المهرجان مفتوح لأبناء نجران الأوفياء. وفيما يتعلق بالاتجاه لإبراز المهرجان نحو العالمية أوضح آل سدران أن المحاولة تجري الآن لإقامة فعاليات تناسب التطور العالمي من أجل التواصل، وتناسب قيمة المهرجان التي نستشعرها ونؤمن بها، وفي حديث خاص بالشأن الثقافي مع الأخ محمد فيصل أبو ساق قادنا إلى فكرة تقديم دعوة لتشيكوف مينوزا لإقامة معرض يحمل أعماله التي التقطها في نجران في سبعينيات القرن المنصرم، إلا أن الفكرة تطورت بأن يكون المعرض مزامنا لمهرجان قس بن ساعدة، وتم التواصل معه وبعد الاطمئنان على صحته وإمكانية قدومه لنجران وتجاوبه الحار، استطعنا أن نؤمن متطلبات المعرض وإقامته كجاليري فني خاص تحت عنوان «نجران في السبعينات». وتطرق إلى حيثيات اختيار شخصية عبد يغوث، ومبررات هذا الاختيار، فقال: «عبد يغوث الحارثي من أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وصاحب الرثائية المعروفة، وكان ملكا لنجران في تلك الحقبة، ولأن منهج المهرجان هو إحياء رموز التاريخ النجراني، فقد كان تواجد هذه الشخصية طبيعيا، خصوصا أن تناولها في الفن والنقد والكتابة كان نادر جدا».