بعد أن نطق حكيم العرب وفصيحها الشهير " قس بن ساعدة الأيادي" العام المنصرم من قلب نجران بعد وفاته بأكثر من 1400 عام، معلنا إطلاق فعاليات أول مهرجان ثقافي ينظم في المملكة تحت هذا الاسم ، يسلم راية تدشين المهرجان الذي ينظم دورته الثانية نادي نجران الأدبي قريبا إلى أحد مشاهير شعراء العرب القدماء وهو الفارس النجراني "عبد يغوث الحارثي" صاحب البيت الشهير : فَيَا راكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ نَدامَايَ مِن نَجْرَانَ أَنْ لا تَلاَقِيَا وكما حدث في الدورة الأولى للمهرجان ستنطلق الدورة الثانية بعمل مسرحي كتبه صالح زمانان ويخرجه سلطان الغامدي، ويحاول العرض استعادة أمجاد وقيم هذا الشاعر الفارس الذي تجمع الكثير من المصادر التاريخية على أنه جمع في حياته القيم العربية الأصيلة مثل الشجاعة والكرم علاوة على سيادته في قومه. مع التركيز على الإسقاط المعرفي والقيمي للمكان، الجزيرة العربية بعمومها ونجران خاصة، ماضياً وحاضراً. وحظيت الدورة الأولى التي ركزت على" ملحمة الأخدود" وخطيب العرب "قس بن ساعدة" ، بتفاعل كبير على المستوى الداخلي والخارجي، ما مثل تحديا كبيرا لإدارة نادي نجران الأدبي لمواصلة المشوار لهذا العام وخصوصا في جانب تنوع واختلاف النشاطات المصاحبة للفعالية إضافة إلى المستوى الفكري والإبداعي للمشاركين و الضيوف، وهنا كشف منسق فعاليات المهرجان عضو مجلس إدارة نادي نجران الأدبي صالح زمانان ل"الوطن" عن أبرز ما يمكن تقديمه هذا العام قائلا "سنعاود هذا العام بالمسرح، وسنحاول أن يكون العمل أكثر تعددية من النواحي الفنية الداخلية التي يستطيع المسرح أن يقدمها كأجزاء تخدم درامية القصة والصورة، كما سيأتي في سياق المهرجان بعض الأعمال الإبداعية الجديدة التي قام بها مجموعة من أبناء نجران، كما ستكون هنالك استضافة تجربة سينمائية خاصة خلال أيام المهرجان". من جهته أوضح مدير المهرجان صالح آل سدران أن إدارة النادي الأدبي ولجان "قس بن ساعدة" في حالة استنفار دائم وعمل متواصل، وقد دخلت فعلياً في خطوات ترتيب وتحضير المهرجان في نسخته الثانية. مؤكداً أن المهرجان سيضم أوراق عمل وبحوثا ثرية تخص في مضمونها نجران المكان والإنسان، بعناوين تتيح للباحثين والمهتمين بيئة بحثية خصبة وبكراً أيضاً، كما سيضم المهرجان أمسيات ومعارض ومفاجآت جديدة على مستوى الساحة. وعما يثيره البعض من تساؤلات حول استمرارية اسم المهرجان "قس بن ساعدة" حتى وهو يطرق شخصيات أخرى وينطلق في دروب ثقافية مختلفة، قال زمانان " منذ الوهلة الأولى لاختيار الاسم لم يكن في الذهن أن المهرجان خاص بشخصية عظيمة كقس بن ساعدة ، بل كان الهدف وما زال هو تقديم فعل ثقافي يستمد روحه من أعلام العرب الذين سكنوا نجران أو كان لهم علاقة ما بها في البداية، ثم الانطلاق لبقية أجزاء الجزيرة العربية، وما الاسم إلا اعتراف بأسبقية هذا العلم العربي الذي خلدته فصاحته وحكمته". وأضاف "إذن فالاسم سيبقى كما هو لأننا كما ذكرت سابقا نحاول تقديم ثقافة شاملة كما كان يفعل قس بن ساعدة، فليس الهدف تكريم شخصيات بعينها لأن التاريخ كرمها بوجودها بيننا في كل الأوقات."