حذر علماء وشرعيون من مغبة الدعوة إلى الجهاد في الدول المنكوبة، قائلين: «لا يعد هذا جهادا وإنما باب للتهلكة»، وأرجعوا عدم صحة اعتبار انخراط الشباب للقتال في تلك الدول من الجهاد إلى عدم وجود راية واضحة، كما أن التنظيمات المسلحة لا تقاتل تحت راية، وهذا يسهم في إيقاع الأبناء في فخ الأعداء، مشيرين إلى أن المغرر بهم من صغار السن لا يدركون خطورة تلك الدعوات، ولا يعون ما يجري في الخارج، وأن هذه الطرق غير الشرعية تقود إلى الفتن وتورث عواقب وخيمة، وتحقق أهداف المحرضين، منادين بالوقوف صفا واحدا أمام دعاة الفتن. وحذر مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من مغبة الدعوة إلى الجهاد في بعض الدول، قائلا: «لا يعد هذا جهادا، إذ لا يعلم المرء تحت أي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخ وأهداف الأعداء». وبين أن التنظيمات المسلحة لا تقاتل تحت راية، وأن الذهاب إلى بعض الدول المنكوبة باب للتهلكة، مضيفا «على الأسر وأولياء الأمور متابعة أبنائهم لئلا ينخرطوا في منزلقات لا يدركون خطورتها، كما ينبغي الالتفاف حول العلماء، لكشف الزيف وإيضاح الحقائق». ووافقه عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي عبدالله بن منيع قائلا: «لا جهاد في الحروب الأهلية، وما يحصل في بعض الدول يصعب تحديد الأصدقاء فيه من الأعداء، وبخاصة إن كانت الدولة مسلمة». واستنكر الفتاوى التي تستثير الشباب للقتال في بعض الدول تحت مسمى الجهاد، مشيرا إلى أن للجهاد أركانا أهمها موافقة ولي الأمر، ومناديا إلى ألا يتصرف المرء أمام المحن إلا في إطار رأي ولي الأمر دون أن يستقل برأيه. من جانبه، شدد رئيس جمعية خيركم المهندس عبدالعزيز حنفي على أن بعض المغرر بهم لا يدركون حقيقة ما يجري في الخارج، قائلا: «الطرق غير الشرعية تؤدي إلى الفتن، كما تورث الدعوات غير المسؤولة عواقب وخيمة، علما أن المحرضين لهم توجهات ومطامع ينبغي الحذر منها». وأضاف: «هذا العمل فيه مخالفة لطاعة ولي الأمر وطاعة الوالدين، بل يعد خروجا عن جماعة المؤمنين، كما على الوالدين أخذ الحيطة والحذر والتوجيه والإرشاد، وألا يفرطا في التربية الشرعية القائمة على منهج الوسطية البعيد عن الغلو والتشدد». إلى ذلك، نادى المشرف على كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة الدكتور نوح الشهري إلى عدم الالتفات إلى الدعوات التي تهدف إلى التغرير بالشباب تحت مصطلح الجهاد، قائلا «لا ينبغي الاستماع إليها». وأضاف «يجب الحرص على أبنائنا، وتحذيرهم من الانجراف خلف الدعايات المغرضة»، مطالبا بالالتفاف حول العلماء والبعد عن المصادر المشبوهة المصدرة للشبهات المثيرة للفتن، والتمسك بنهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع ضرورة الوقوف صفا واحدا أمام دعاوى الفتن والضلال.