تعاني الأحياء الجنوبية الغربية القريبة من الجبال والمطلة على مدينة نجران، من مشكلة تؤرق السكان وتقض مضاجعهم، تتمثل في المخاطر التي تشكلها الكلاب الضالة والمسعورة والقرود «الربحان» عليهم، في ظل تهرب المجلس البلدي في منطقة نجران من محاربتها والقضاء عليها، وعدم مراقبة آلية مشروع الإصحاح البيئي الذي رصدت له ميزانية هائلة من أجل صحة المواطن. ويعتبر أهالي هذه الأحياء أن غياب الدور الرقابي على المشروع البيئي أدى للأسف إلى دخول الكلاب الضالة والمسعورة على الخط، بمشاركة القرود أو «الربحان»، كما يسميها الأهالي باللهجة المحلية، في نشر الذعر بين أطفال هذه الأحياء، خصوصا أن هذه الكلاب تشكل خطراً على حياة السكان، إضافة إلى أنها تزعجهم بنباحها ليلا نهارا وتؤرقهم في المنام، ما يدخل الرعب في قلوبهم في ظل غياب مشروع الإصحاح البيئي التابع لأمانة المنطقة في عملية المكافحة والقضاء عليها. وكشفت جولة «عكاظ» الميدانية في أحياء أبا السعود والقابل وقرية الموفجة وحي نهوقة وقرية زور وادعه وبعض المزارع الواقعة على ضفاف وادي نجران، عن أن الكلاب أصبحت تشكل خطراً على حياة المارة والساكنين في هذه الأحياء، حيث عبر عدد من الأهالي عن تذمرهم الشديد من انتشار الكلاب داخل هذه الأحياء في ظل غياب مكافحتها من قبل أمانة نجران، معربين عن خشيتهم من أن تنقل إليهم مرض السعار، إضافة إلى أنها تشكل مصدرا للإزعاج. وقال فارس حمد أحد سكان نهوقة إن الكلاب باتت تتجول في الشوارع دون رقيب، مهددة المارة بأمراض معدية، متسائلاً ما الفائدة من مشروع الإصحاح البيئي الذي رصدت له مبالغ مالية كبيرة من أجل أن تكون نجران خالية من نواقل المرض؟، فيما أشار نايف بن عبدالله أحد سكان قرية زور وادعه إلى أن الكلاب الضالة ليست لوحدها ما يقلقهم، حيث إن القرود الشرسة تعبث أيضا في مزارعهم وتحطم إنارة المنازل، مؤكداً أن مشروع الإصحاح البيئي لا يوجد له أي نشاط يذكر في قريتهم، باستثناء مرور سيارات الرش التابعة للمشروع مع الشارع الرئيسي للقرية من وقت إلى آخر لمكافحة الذباب والبعوض دون القضاء عليها. وطالب عبدالله محمد أمانة المنطقة بأن تفعل مشروع الإصحاح البيئي بالشكل الصحيح، لتتمكن من القضاء على هذه الكلاب، مؤكدا أنها أصبحت تمرح وتسرح في المزارع وتعبث بالمنتجات الزراعية، إضافة إلى أنها تفترس الطيور والدجاج ما يسبب خسائر فادحة للمزارعين والأهالي. لا أوامر «عكاظ» طرحت مخاوف الأهالي على رئيس المجلس البلدي لأمانة المنطقة زيد بن شويل الذي قال إن الكلب من مخلوقات الله التي رافقت الإنسان مدى الحياة، مشيراً إلى أنه لن يقتل أي كلب ولن يأمر بقتل أي منها، موضحا أن المسموح بقتله هو الذي يؤذي الناس والمعروف بالكلب العقور.