انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الكلاب الضالة في عدد كبير من أحياء وقرى نجران خاصة الأحياء الجنوبية والغربية من المنطقة، حيث باتت تتجول في الشوارع دون رقيب مهددة المارة بأخطار بيئية وأمراض معدية تنتقل للإنسان، إذ غالبا ما تتجمع وسط الأحياء على أكوام القمامة والقاذورات. وأكد عدد من الأهالي خلال حديثهم إلى "الوطن"، أن الكلاب الضالة انتشرت بكثرة في المناطق الزراعية والأحياء السكنية مما أدخل الرعب في قلوبهم؛ نظرا لارتباطها بنقل بعض الأمراض المشتركة كمرض الأكياس المائية الذي يصيب الكبد في الإنسان والحيوان بسبب فضلات تلك الكلاب، علاوة على نقل أمراض طفيلية أخرى ومرض السعار، إضافة إلى أنها مصدر للإزعاج بإصدارها أصوات مخيفة ومزعجه تثير القلق وعدم الاطمئنان. وأشار عدد من سكان حي مراطة جنوب غرب نجران، إلى أنهم تقدموا في وقت سابق بشكوى لأمانة المنطقة؛ حيث أفادتهم بتعهد مقاول متعاقد مع الأمانة لمكافحتها وتم تزويدهم بوسيلة اتصاله، وبعد عدة مكالمات على مدى أسبوع كامل تم حضور المندوب وقام بوضع أدوية مكافحة قاتلة في لحوم ونشرها في أماكن تجمعات الكلاب، وبعد مضي أكثر من 18 ساعة من توزيع اللحوم لوحظ موت عدد كبير من الكلاب وسط الأحياء دون عودة من المقاول المسؤول للتخلص منها بطريقة صحية، بل بقيت على حالها مدة يومين حتى ظهرت منها روائح كريهة، مبينين أن هذه الظاهرة تساهم في تلويث البيئة وانتشار القاذورات والميكروبات في الشوارع، مطالبين الأمانة بتسيير فرق تطهير لمحاربة هذه الظاهرة التي تنشر الذعر في المنطقة. من جهته، أوضح رئيس المجلس البلدي لأمانة نجران زيد بن علي شويل في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن مشروع الإصحاح البيئي يتوزع بين عدة جهات حكومية، واستطاع المجلس بدوره أن يبحث مع جميع الجهات كيفية تضافر الجهود بحيث يمارس كل منهم اختصاصه بالتنسيق مع الآخر، وكانت الاستجابات منهم على ورق دون مشاهدة شيء على أرض الواقع حتى الآن، مبينا أن المجلس يرتب أولويات المشاريع مع صدور الميزانية وبعد اعتمادها يتابعون صيغة التنفيذ، مشيرا إلى قرب اعتماد مبلغ 129 مليون ريال لمشروع النظافة وبعض الجوانب المختصة بمشروع الإصحاح البيئي بدلا من المبلغ الذي كان يعتمد سابقا بقيمة 24 مليون ولا يفي بالغرض. فيما أكد مصدر مطلع ل"الوطن"، أن مكافحة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة كانت من اختصاص إدارة النظافة بالأمانة التي بدورها أوكلتها لمقاول في الفترة الماضية لكنه لم يقم بالعمل بسبب بعض الظروف المالية، مشيرا إلى أنه قبل حوالي شهر أسندت المهمة لإدارة صحة البيئة التي بدأت فعلا في تقسيم المنطقة إلى مربعات من خلال أربع فرق تقوم بعملية الرش والمكافحة برفقة فنيي حشرات لمنع انتقال الأمراض، لافتا إلى أن أبرز أسباب ضعف مكافحة هذه الظاهرة يعود لقلة ميزانية المشروع التي لا تتعدى ثمانية ملايين ريال، وتعتبر قليلة نظرا لكبر المنطقة ومقارنة بمناطق أخرى مجاورة تعدت ميزانية الإصحاح البيئي لها 100 مليون ريال.