قتل 125 شخصا وأصيب 268 بجروح في أعمال عنف متفرقة في العراق على مدى يومين معظمهم ضحايا عملية اقتحام اعتصام مناهض لرئيس الوزراء وهجمات انتقامية مرتبطة بها، وسط تحذيرات سنية شيعية من «الفتنة». وأعلن مدير صحة كركوك صديق عمر رسول أمس، أن حصيلة ضحايا اقتحام اعتصام الحويجة (55 كلم غربي كركوك) الثلاثاء بلغت 50 قتيلا مدنيا و110 مصابين، بعدما أشارت حصيلة سابقة إلى مقتل 25 وإصابة 70. وفي أعمال عنف منفصلة، قتل 15 شخصا الثلاثاء وأصيب 41 بجروح، فيما قتل 11 شخصا الأربعاء بينهم عنصران في الشرطة وجندي وسبعة قتلوا بانفجار سيارة مفخخة في بغداد، وأصيب 33 بجروح، وفقا للمصادر ذاتها. ويخشى مراقبون أن تتوسع مواجهات اليومين الأخيرين التي تحمل صبغة مذهبية إلى مناطق أخرى تقام فيها اعتصامات سنية معارضة لرئيس الحكومة منذ نهاية العام الماضي، وأن تزيد من وتيرة العنف في بلاد تعيش على التفجيرات وحوادث القتل اليومي منذ غزوها عام 2003. وفي هذا السياق، أعلن رئيسا الوقفين السني عبدالغفور السامرائي والشيعي صالح الحيدري أنهما يقومان بتحرك سريع «لإطفاء الفتنة»، داعين قادة العراق إلى الاجتماع غدا في بغداد لبحث الأزمات السياسية المتراكمة منذ الانسحاب الأمريكي نهاية 2011. ودفعت حادثة الحويجة الدامية وزيرين سنيين للاستقالة من حكومة نوري المالكي احتجاجا على تعامل قوات الأمن مع الاعتصامات المناهضة للمالكي والمستمرة منذ نهاية 2012. إلى ذلك، اتهمت منظمة (هيومان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان حكومة المالكي بتصفية المعارضين وطالبت بسرعة التحقيق في الهجوم الذي وقع بالحويجة قرب كركوك واستخدام قوات الأمن العراقية القوة المفرطة ضد محتجين عراقيين معتصمين هناك الذي أدى لمقتل العشرات منهم. ونسبت المنظمة في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني أمس إلى وسائل إعلام محلية أفادت فيه أن قوات الأمن العراقية استخدمت المروحيات والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في هجومها على المحتجين المعتصمين.