قتل 27 شخصا على الأقل وأصيب نحو سبعين آخرين بجروح فجر أمس الثلاثاء إثر اقتحام قوات عراقية ساحة اعتصام لمتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء نوري المالكي غرب كركوك واشتباكها مع مجموعة منهم. وإثر ذلك، قدم وزير التربية العراقي محمد تميم استقالته؛ احتجاجا على تلك الأحداث. يأتي ذلك، فيما حددت الحكومة العراقية الرابع من يوليو المقبل، موعدا لإجراء انتخابات مجالس محافظتي الانبار ونينوى بعد ارجائها؛ بسبب الظروف الامنية في هاتين المحافظتين. واقتحمت قوات عراقية فجر أمس، ساحة اعتصام لمتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء نوري المالكي غرب كركوك، واشتبكت مع مجموعة منهم، ما أدى إلى مقتل 27 شخصا وإصابة نحو سبعين آخرين. وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام في الحويجة الواقعة على بعد نحو 50 كلم غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد). وبينما أكدت وزارة الدفاع في بيان أن قواتها دخلت الساحة بحثا عن مسلحين واسلحة، نفى متحدث باسم المتظاهرين وجود مطلوبين بينهم. من جهته، دان مجلس محافظة كركوك العملية مطالبًا الأممالمتحدة بالتدخل للمساعدة على ضبط «الوضع الخطير جدًا». وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي إن «اشتباكات وقعت بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين في ساحة الاعتصام في ناحية الحويجة اسفرت عن مقتل 25 شخصًا بين متظاهر ومسلح، إضافة الى جنديين اثنين». وأضاف أن «الاشتباكات التي وقعت عند الخامسة من فجر اليوم (أمس) أدت أيضا إلى اصابة نحو 70 شخصا بجروح بينهم سبعة جنود». وأكد المصدر العسكري فرض حظر للتجول في الحويجة ومنطقتي الرياض والرشاد المجاورتين. من جانبه، قال المنسق العام لمعتصمي الحويجة عبدالملك الجبوري: إن «القوات التي اقتحمتنا احرقت الخيم واطلقت النار بشكل عشوائي» على المتظاهرين الذين غادروا ساحة الاعتصام إثر الاشتباكات. وقال رئيس مجلس محافظة كركوك حسن تروهان: «ندين قيام قوات حكومية باقتحام ساحة الاعتصام واستخدام القوة المفرطة». وتابع: «نحن كمجلس محافظة كنا حذرنا ودعونا الى التهدئة، وما جرى اليوم يجعلنا نطالب الاممالمتحدة بالتدخل لان الوضع خطير جدا بالنظر لخصوصية كركوك ووضعنا لا يحتمل ازمات اخرى». وتضم كركوك الغنية بالنفط قوميات مختلفة، الاكراد والعرب والتركمان، وهي الجزء الرئيسي من الاراضي الشاسعة التي يطالب اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي بضمها اليه وسط اعتراضات شديدة من حكومة بغداد الاتحادية. ويعتصم مئات المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ اشهر في مناطق قريبة من كركوك (240 كلم شمال بغداد) بالتزامن مع اعتصامات مماثلة في مناطق اخرى تسكنها غالبيات سنية. ويتهم هؤلاء رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ 2006 بالتفرد بالحكم والتضييق على السنة في البلاد، مطالبين اياه بالاستقالة والغاء بعض مواد قانون مكافحة الارهاب وبينها المادة الرابعة التي تشمل الحكم بالاعدام.