قتل 50 وأصيب أكثر من 150 في الحويجة بجروح فجر الثلاثاء في اشتباكات بين قوات عراقية ومجموعات من المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء في الحويجة غرب مدينة كركوك, بينما افادت أنباء باسقاط مروحية للجيش العراقي بمنطقة الرياض قرب الحويجة، ووقعت الاشتباكات بعدما حاولت قوات مكافحة الشغب والجيش اقتحام ساحة الاعتصام المقامة في المنطقة منذ نحو أربعة أشهر، بحثا عن «مسلحين واسلحة»، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع العراقية، وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددها الجيش للمتظاهرين لتسليم قتلى الجندي، وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي: إن «اشتباكات وقعت بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين في ساحة الاعتصام في ناحية الحويجة غرب كركوك اسفرت عن مقتل 25 شخصا بين متظاهر ومسلح، اضافة الى جنديين اثنين»، وأضاف قائلا : كما «أدت الاشتباكات - التي وقعت عند الخامسة من فجر أمس - الى اصابة نحو 70 شخصا بجروح بينهم سبعة جنود»، وأكد المصدر العسكري فرض حظر للتجول في الحويجة ومنطقتي الرياض والرشاد المجاورتين. شدد على ان «العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية» وهي جماعة متمردة، لكنه قال: إن «قواتنا لم تطلق النار صوب المتظاهرين حتى قيامهم هم بذلك فردت بدورها للدفاع عن نفسها». بدوره قال ضابط برتبة عميد في الفرقة 12 في الجيش العراقي المنتشرة الى الغرب من كركوك لفرانس برس : «قتل 27 شخصا وأصيب سبعون بجروح جراء اشتباكات بين قواتنا والمتظاهرين»، وشدد على ان «العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية» وهي جماعة متمردة، لكنه قال: إن «قواتنا لم تطلق النار صوب المتظاهرين حتى قيامهم هم بذلك فردت بدورها للدفاع عن نفسها»، وأشار المصدران الى «عثور قوات الأمن على 34 بندقية كلاشنكوف وأربع أخرى من طراز « بي كيه سي» اضافة الى نماذج وثائق للانتماء الى جيش النقشبندية». من جهتها أعلنت وزارة الدفاع في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان قواتها قامت على مدار الايام الماضية «بتحديد مهلة نهائية (...) وتوجيه المتظاهرين السلميين وغير المسلحين بترك ساحة التظاهرات لفسح المجال للقطعات المشتركة للتفتيش عن الأسلحة والقبض على الجناة» المسؤولين عن قتل الجندي يوم الجمعة، وتابع البيان ان القوات - لدى اقتحامها الساحة - «جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الأسلحة (...) وأدى الاشتباك الى استشهاد عدد من أفراد قواتنا المسلحة وقتل عدد من المسلحين من عناصر القاعدة والبعثيين المتعاونين معهم»، ويعتصم مئات المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ أشهر في مناطق قريبة من كركوك بالتزامن مع اعتصامات مماثلة في مناطقة اخرى تسكنها غالبيات سنية، وأضاف المصدر إن مروحيات الجيش العراقي شاركت في الاشتباكات. اعتقالات ويقول ناشطون: إن الجيش اعتقل منذ السبت 114 متظاهرا من المعتصمين، حيث فرض طوقا أمنيا حول الساحة الأحد ومنع الاقتراب منها، وطالب المعتصمون بتسليم متظاهرين وإلا اقتحم الساحة، وسط دعوات من قبل رئيس البرلمان أسامة النجيفي للحكومة بإنهاء الحصار. من جهته، حذر الشيخ عبد سامي العاصي، أحد شيوخ عشائر المنطقة، من تلويح الحكومة باستخدام القوة، لأنها قد تشعل فتنة لا تقف عند حدود الحويجة، وفق قوله. عصيان يأتي ذلك في وقت استجابت فيه مدن عدة بخمس محافظات عراقية الاثنين لدعوات أطلقها ناشطون وعلماء الدين لتصعيد الاحتجاجات والبدء بعصيان مدني، وأغلقت الأسواق ودوائر الدولة والمدارس والجامعات أبوابها بمدن محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وفي الحويجة بكركوك، بينما اكتفى المحتجون بمحافظة ديالى بتلبية دعوة الصيام بسبب ما وصفوه بالضغوط التي مارستها السلطات عليهم وعلى موظفي الدولة، ويقول منظمو الاعتصامات، الذين يحتجون على سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي: إن النجاح الكبير لخطوة العصيان المدني رسالة صريحة للمالكي بأن هذه المحافظات لن تتراجع عن المطالبة بحقوقها، ومن أهمها الإفراج عن معتقلين ومعتقلات وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب. من ناحية ثانية , قتل أربعة أشخاص على الاقل وأصيب 13 آخرون بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين فجر أمس الثلاثاء استهدفت مصلين عند مسجد سني في بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية، وقال مصدر في وزارة الداخلية : إن «أربعة أشخاص قتلوا، وأصيب 13 آخرون بجروح جراء انفجار عبوتين فجر اليوم»، وأضاف ان «الانفجارين وقعا لدى خروج المصلين من مسجد الأرقم بن الأرقم الواقع في حي الميكانيك التابع لمنطقة الدورة» جنوب غرب بغداد.