رأى عدد من المواطنين أن تصميم البيوت بطريقة خاطئة فاقم أزمة السكن، وجعل امتلاك منزل ملائم أمر بالغ الصعوبة، ملمحين إلى أن البعض ينفقون أموالا باهظة لتشييد أجزاء كمالية من البيت، وبالإمكان الاستغناء عنها، خصوصا أنها تبنى بدعوى خصوصية الأسرة السعودية. وأكدوا أن إصرار البعض على بناء مسكن يخصص نصفه تقريبا للضيوف والزائرين حال في كثير من الأحيان دون تحقيق حلم المأوى، مطالبين بتغيير قناعات المجتمع في تشييد المساكن، والاقتداء ببناء عقارات تحاكي ما هو موجود في الدول الغربية، حيث يكتفون بوحدة صغيرة تفي بالغرض، دون هدر الأموال في ملاحق لا تستخدم إلا نادرا. وذكر الشاب ماجد خضر أنه يعاني في الحصول على سكن، على الرغم من أنه سيتزوج بعد بضعة شهور، ملمحا إلى أن الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار العقار جعلته عاجزا عن تحقيق حلمه، ودخول عش الزوجية. بينما، بين العريس فايز ابراهيم أن امتلاك سكن بسيط في الوقت يحتاج لمبلغ يزيد على مليون ريال من أجل شراء الأرض والبناء، موضحا أن قناعات المجتمع في تشييد البيوت، فاقمت أزمة السكن. وتساءل عن الأسباب التي تمنع الأهالي من تطبيق نموذج السكن المعمول بها في الدول الغربية، لافتا إلى أنها تفي بالغرض دون أن تكلف كثيرا. إلى ذلك، تمنى سالم يحيى أن يكون هناك تسريع في عمليات توزيع الأراضي والقروض على أن يخصم القرض الشهري من راتب الموظف، مطالبا بأن يكون هناك شركات للدولة تبني وحدات سكنية بأحجام مختلفة وتقدم للمواطنين بأقساط مريحة، تنهي أزمة السكن، وارتفاع الإيجارات المبالغ فيه. بدوره، اعتبر سعد الفرحان السكن الهم الرئيسي والشغل الشاغل لغالبية المواطنين، موضحا أنه اضطر إلى الاقتراض هو وشقيقه الأصغر لتشييد مسكن لهم منذ نحو عامين. وقال الفرحان: «لم نستطع بناء منزل من رواتبنا لذلك استدنا أنا وأخي قروضا من البنوك بعد أن اكتوينا بنار الإيجار لمدة تقارب العشرين سنة»، مشيرا إلى أن فكرة بناء البيت كانت بالنسبة له مستحيلة، «لأن مشروع الحلم لا يبدأ بأول مخطط تشتريه من المهندس المعماري وإنما الخطوة الأولى والصعبة جدا كانت كيف تجد أرضا بسعر مناسب، هذا الأمر شكل لي تحديا خاصا. وأوضح الفرحان أن السكن النموذجي بالنسبة لغالبية أهالي الشمال هو الذي يوجد فيه فناء خارجي (حوش)، مبينا أنه كان يستأجر شقة في الدور العلوي، وكان أطفاله يشعرون بضيق المنزل، ويعتبرونه أشبه بسجن. ولفت سعد الفرحان إلى أن عمره الآن يقارب 45 عاما، مؤكدا أنه لا يستطيع أن ينتظر مزيدا من الوقت لبلوغ دوره للحصول على القرض العقاري. وأشار فلاح الدوسري إلى أن بناء المنزل كان في السابق سهل على جميع شرائح المجتمع تقريبا لأسباب عدة من بينها توفر الأيدي العاملة ذات الأسعار المنخفضة وانخفاض أسعار الأراضي بشكل كبير يختلف عن الحال في هذا الوقت. وذكر أن مواد البناء بما فيها الأسمنت والحديد كانت أقل مما هي عليه بنسبة تصل إلى 60 % تقريبا وهذا أمر يسر كثيرا على الناس في عمليات البناء، إضافة إلى أن فترات انتظار صندوق التنمية العقاري لم تكن طويلة جدا كما هي عليه الآن، مشيرا إلى أن عدد المواطنين المستأجرين حاليا يفوق عدد المواطنين الذين لديهم منزل ملك وبنسبة كبيرة جدا عكس ما كان عليه الوضع قبل 20 سنة تقريبا أو أكثر وذلك لأسباب عديدة منها ارتفاع معدلات المواليد خلال العقدين الماضين. وألمح رجل الأعمال أحمد الخلف إلى أن إقبال المواطنين على البناء يختلف من منطقة إلى أخرى، إذ نجد أن نسبة الإقبال على البناء في المدن الرئيسة قليلة مقارنة في المدن والمحافظات الأخرى، إذ أن فرصة تملك المنزل في المدن والمحافظات الأصغر يكون أفضل من تملك المنزل في المدن الرئيسة وخاصة في الدماموجدة والرياض.