اتجه عدد من أرباب الأسر إلى بناء شقق سكنية جديدة في منازلهم وتحويل الفيلا إلى ما يشبه العمارة المصغرة تضم شقتين أو ثلاث شقق مع مساحة صغيرة يسكن فيها الوالدان، مستفيدين من سماح البلديات بتوسعة المنازل بنسبة 50% بعد أن كانت تقتصر سابقا على 25% من مساحة المنزل. فيما أصبح العديد ممن يطلبون مخططات هندسية لبناء منازلهم يتنازلون عن الشكل المميز والتصاميم المختلفة لفللهم بهدف تهيئة المنزل لأي عملية بناء وتوسع في المستقبل بما يعود بمنفعة للأبناء وذلك مع تصاعد أزمة السكن والعقار. علي العصفور وأكد العديد من الموطنين بأنهم لا يمانعون من السكن في شقق صغيرة في منزل العائلة هربا من شجع بعض الملاك الذين يستنزفون من دخلهم الكثير حيث يتراوح أسعار متوسط الشقق من 18 ألف ريال إلى 40 ألف ريال سنويا فيما أشارت بعض الدراسات أن متوسط الرواتب في المملكة 6,400 ريال يتم اقتطاع جزء كبير منها لصالح الإيجار، فيما يشكو العاملون برواتب متدنية من ضغوط كبيرة على المستوى الاقتصادي خصوصا مع ما تشهده مختلف السلع من تضخم في الأسعار يقابله ثبات في الرواتب أو زيادات لا تقارن بحجم التضخم، وهو ما رفع من نسبة السكان في بعض الأحياء السكنية. ويقول علي العصفور في العقد الرابع من العمر أنه تمكن بعد خدمة 20 سنة في قطاع التعليم من البدء في تشييد منزل العمر ليخرج من ضيق الشقة التي قطنها في منزل والده لمدة تجاوزت 10 سنوات، فيما ينتظر شقيقه الأصغر بفارغ الصبر انتهاءه من بناء منزله ليتمكن من الاستفادة من شقته وذلك بعد سنوات من العيش في شقة مؤجرة. ويضيف العصفور أنه انتظر أكثر من 11 سنة للحصول على قرض الصندوق العقاري الذي سيساهم بتسهيل عملية بناء مسكنه الخاص بعد أن بقي لسنوات في منزل والديه والذي تقطنه الآن 4 اسر من خلال شقتين في الدور الأعلى وشقة صغيرة في الدور الأرضي إضافة لقسم خاص بوالدتهم. ناجي الغريب في حين لا يزال المواطن محمد المسلم في العقد الرابع من العمر يحلم بالحصول على منحة لقطعة ارض ليتمكن من تشييد منزل يؤويه وعائلته المكونة من 7 أشخاص في شقة مكونة من غرفتين فقط، حيث يسكن في منزل والده والذي تحول إلى 5 شقق له ولإخوانه إضافة لقسم خاص بوالدتهم، ورغم انه حزين بعض الشيء بسبب سفر ابنته وابنه للخارج لإكمال دراستهم إلا أن ذلك ساهم بتقليل الازدحام في الغرف التي يتشاركون بها، متمنيا أن تنتهي هذه الأزمة في أسرع وقت. إلى ذلك أكد المهندس علي الزواد (صاحب مكتب استشاري هندسي) أن هناك زيادة كبيرة على طلب مخططات هندسية لإعادة تصميم المنازل بإضافة ملاحق او لزيادة المساحة للحصول على شقق تمكن أبناء صاحب المنزل من الحصول على مساكن خاصة بهم تمكنهم من البدء بحياتهم. وقال: هناك تراجع نوعا ما في طلب تصاميم الفلل ذات الأشكال المميزة حيث يطغى الطلب على بناء منازل مهيأة مستقبليا للتوسع وإنشاء شقق للأبناء، سواء كملاحق في الدور الثالث أو شقق في الدور الثاني، إلا أن ذلك لا يلغي وجود آخرين يشترطون في تصاميم منازلهم جمال الشكل والتميز. محمد المسلم يقع الكثير من الشباب ضحية للجشع اللا محدود لبعض الملاك الذين يتنافسون في زيادة الإيجارات بلا أسباب واضحة جعلت حتى أصحاب العقارات القديمة المبنية قبل ارتفاع أسعار مواد الإنشاء بالدخول على خط رفع الإيجارات متذرعين بأن كل شيء ارتفع سعره، ويقول ناجي الغريب في العقد الثالث من العمر بأنه ينتظر في أي لحظة ان يتلقى إشعارا من مالك البناية التي يقطنها لإخلاء شقته ليسكن فيها ابن صاحب العقار وهو ما سيجعله يعيد قصة البحث عن شقة بسعر مناسب إضافة لإعادة تأهيلها وتشطيبها.