يودع الفنان التشكيلي عبدالله حماس والدته بعد رحيلها مؤخرا بالمعرض التشكيلي الشخصي ال 27 (بعد الرحيل) وذلك في قاعة الفن النقي بالعاصمة الرياض اليوم ب 40 عملا فنيا من آخر إنتاجه، ولعل المعرض يحكي قصصا من واقع الفنان استوحاها من ارتباطه الوثيق بوالدته وبره بها، حيث عرف حماس بعشقه لوالدته (رحمها الله)، وبالطبع فقد انعكس ذلك جليا في نجاحات عبدالله حماس المتواصلة في كافة معارضه ومشاركاته المحلية والدولية، وأصبح سفيرا للفنون التشكيلية السعودية وأحد أبرز التشكيليين السعوديين لما بعد الجيل الأول، حماس امتاز في أسلوبه الفني بالطرح اللوني الغني بكافة التفاصيل اللونية المريحة والمحببة للنفس، إضافة إلى ارتباطه الوثيق في كافة أعماله ببيئته التراثية الأصيلة سواء من جنوب المملكة أو تلك الرموز التي أسقطها واستوحاها من الأماكن المقدسة في المملكة، حماس قدم نماذج فنية ترتقي بالذائقة اللونية وأصبح أسلوبه ينتهج للعديد من التشكيليين والتشكيليات الشباب فما يذكر اسم حماس حتى يذكر الفن الراقي وغناء اللون في أعماله، عرف عبدالله حماس بدعمه اللامحدود لكافة التشكيلين وأصبح مرسمه ملتقى للعديد منهم، وكونه أحد الفنانين القلائل الذين يجيدون الرسم مباشرة أمام الجمهور وبسرعة فائقة فقد تحول مرسمه إلى ورش تشكيلية لكل زائر يدخل مرسمه ليستفيد من تقنياته الحديثة في الطرح وسرعته الفائقة في التعامل مع العنصر ليخرج لنا عملا فنيا اكتملت كافة أركانه الجمالية. عبدالله حماس يعود إلى الرياض بعد غياب 40 عاما، حيث كان أول معرض له فيها، والآن يؤكد جميع من يعرف حماس أن معرضه ال 27 سيلاقي نجاحا وتفاعلا كبيرا من الأوساط التشكيلية في الرياض لعدة اعتبارات أهمها ما وصل إليه حماس من طرح لوني مختلف ميزه عن غيره وأصبحت أعماله مرتبطة ارتباطا وثيقا باسمه، وثانيها هي تلك العلاقة التي تربطه بوسطه الفني فهو قد لا يغيب عن كافة المعارض التشكيلية دعما وتشجيعا منه للحراك الثقافي في المملكة، وتجده يقدم رسائله الناقدة في كافة المعارض التي يحضرها بغية الارتقاء بالذائقة اللونية للمتلقي.