السياسة الخارجية للمملكة ترتكز على جملة من المفاهيم التي تنحاز إلى حقوق الشعوب وإلى عدالة القضايا بكل المعايير، الأمر الذي حصن مبادئها الراسخة من الاختراق ومكنها من التصدي للهجمات المتكررة من قبل حفنة محسوبة على فئات غير مسؤولة ولا تدرك أبعاد ما تقوم به من تجاوزات، وفي زمن تقفز فيه المصالح والانتهازية على القيم والمبادئ .. وهو ما لا يستقيم مع مبادئ المملكة وقيمها الوطنية. وفرضت تلك السياسة مثالا يحتذى به في التعاطي مع الشأن العربي والإقليمي، ووضعت مسارا واضحا حتى عندما تعرض العمل العربي المشترك إلى الشلل، تحملت المملكة المسؤولية دون تردد .. غير أن ما يبعث على الاستغراب تلك المواقف الفردية المشخصنة، من قبل أشخاص تندرج أفعالهم وأقوالهم ضمن ساحة المزايدات المخجلة التي تريد النيل من المواقف الثابتة والمشرفة تجاه الأشقاء والأصدقاء، غير أن الرؤية الثاقبة والإرادة الحكيمة لدى القيادة لا تلتفت للتشويش المصطنع، لأن المبادئ الراسخة للتضامن الحقيقي الذي تتمسك به كفيل بالتصدي لما تتعرض من قبل بعض الفئات الأردنية، في محاولة لتشويه مواقفها الواضحة تجاه القضايا العربية الراهنة، وذلك ما يثير الدهشة، ويمكن تصنيفه في إطار فوضى الارتباك السياسي. وفي الوقت الذي يشكك هؤلاء بمواقف المملكة تجاه الشعوب العربية بشكل عام والشعب السوري بشكل خاص تظل السياسة السعودية الثابتة بصمة فارقة في المنطقة على طريق نصرة المبادئ والقيم الأخلاقية، ووحدة الموقف في زمن تتغير وتتقلب فيه التوجهات، تماشيا مع كل حدث على المسرح العربي والإقليمي والدولي.