(تعددت الأسماء والمعاناة واحدة)، المرسلات أو حي الغلابة، الحي الشعبي، المحروم، المظلوم، يتعدى ساكنوه ال2500 نسمة، موزعين على 300 منزل بمجموع مساحة لا تقل عن 90 ألف متر مربع، يواجهون حرارة الجو بانقطاعات الكهرباء المتكررة، ويتغلبون على العطش بخلو خزانات المياه لأسبوع وأكثر، تحيطهم مياه الصرف من كل اتجاه، منسيون من عمال النظافة، أما وقت هطول الأمطار فحدث ولا حرج، غرق البيوت والفرش بخلاف ما يخلفه من برك ومستنقعات وانتشار البعوض والأوبئة. عدد من أبناء الحي رفضوا الوقوف أمام عدسات «عكاظ» إلا أنهم أطلقوا أمنياتهم بتحرك الجهات ذات العلاقة لاتخاذ القرارات التي تعجل من انتشالهم من هذا الحي وتلبية مطالبهم بأن يشمل الحي الخدمات البلدية الأساسية من نظافة وكهرباء ومياه. كما تحدثوا بأصوات يملؤها الألم، ويهيمن عليها الخوف من المستقبل على الصحة، إلا أن الأمل ما زال يحدوهم بضرورة تحرك الجهات المسؤولة لإيجاد حلول ناجعة لمياه الصرف التي تتدفق في الشوارع وتحيط بالمنازل من كل اتجاه، بالإضافة إلى القضاء على مشكلة انقطاع المياه، حيث يظلون لأسابيع بدون مياه، ما يؤثر على منازلهم وأطفالهم كما أنه يثقل كاهلهم ماديا ومعنويا لاحتياجهم الدائم للوايتات وما يتبعها من معاناة الحصول على وايت، ناهيك عن استغلال أصحاب النفوس الضعيفة في رفع أسعار الوايتات كلما زادت الحاجة، وكلما ارتفعت درجات الحرارة. ولم يخف الأهالي هواجسهم من انتشار العمالة السائبة في الحي وما يتبع ذلك من مشاكل ونشر الذعر بين الأطفال والعائلات بمشاجراتهم المستمرة وتجمعاتهم، في ظل غياب الإنارة ما يجعل الشوارع والممرات بيئة خصبة لجرائمهم. ويتابع السكان قصة الحي الذي يغرق مع أول قطرات المطر في الشتاء، فيقول أحدهم: «نفرح بهطول الأمطار، إلا أنها تشكل مأساة لأهالي حي الغلابة، حيث تكثر المستنقعات والحفريات بوجود النفايات فينتشر البعوض، وما تلبث أن تتسرب المياه إلى غرف السكان فتغرقهم وتتلف ممتلكاتهم، بخلاف ما يحدث من تماسات كهربائية تعرض الأهالي والأطفال لخطر الموت». وفي الصيف (يقول أحد ساكني الحي) تشتد الحرارة، فنعاني من انقطاعات الكهرباء المتكررة، لنواجه قيظ الصيف بلا مكيفات أو مراوح، ما يجعل العيش في هذه الأجواء شبه مستحيل. وأخيرا ناشد سكان حي الغلابة الجهات ذات العلاقة بالنظر إلى وضع الحي والعمل على تطويره، وتوفير الخدمات البلدية الأساسية من مجاري للصرف الصحي ومياه وكهرباء.