يعاني مستشفى الملك فهد العام بجدة من تناقضات ووضع محير، إذ توجد 18 حالة عناية مكثفة لمواطنين في الانتظار منذ سبعة أيام، في وقت يشغل وافدون مجهولو هوية ومصابون بالإيدز نحو مائة سرير. وهناك مريض انتهت مدة علاجه منذ أكثر من 2500 يوم ويرفض ذووه مغادرته المستشفى ومن ثم يظل يشغل سريرا يستحقه آخر. فقد كشفت جولة ل«عكاظ» في المستشفى، تكدس المرضى في غرف قسمي الطوارئ والعناية المركزة دون أسرة، حيث إن 12 مريضا ينتظرون في قائمة الانتظار منذ سبعة أيام الحصول على سرير، إضافة إلى 18 حالة مرضية في حاجة إلى عناية مركزة لم تجد لها أسرة بعد. بدأت جولتنا بمركز استقبال الحالات الطارئة، والفرز والكشف والفحوصات في قسم الطوارئ، ولاحظنا تكدس المراجعين في القسم الذي يستقبل يوميا نحو 600 مراجع بينما لا يتجاوز عدد أسرته 70 سريرا مقسمة بين الرجال والنساء، كما وقفنا على عدد من الحالات المنسية والمهملة في المستشفى، حيث ظل مريض مجهول الهوية يستأثر بسرير لأكثر من 90 يوما بعد أن انتهت الخدمة العلاجية التي قدمت له بعد استقباله عن طريق طوارئ الهلال الأحمر. وخاطبت إدارة المستشفى إدارة الوافدين في الجوازات بشأنه وأرسلت إليها المستندات التي تثبت انتهاء علاجه. وكذلك تنتظر الإدارة إنهاء إجراءات حالة أخرى لوافدة أثيوبية مصابة بالإيدز، دخلت المستشفى عن طريق الطوارئ لتلقي العلاج. ورغم انتهاء الخدمة الطبية المقدمة لها لا تزال تشغل لأكثر من عشرة أيام السرير المنومة عليه. وتمت مخاطبة إدارة الوافدين لاستلام الوافدة وإنهاء إجراءات ترحيلها إلى بلده. بينما لا تزال امرأة إندونيسية (49 عاما) تشغل سريرا في المستشفى ل30 يوما دون مبرر، بسبب تأخر إدارة الوافدين في استلامها بعد انتهاء علاجها. كما يعيش وافد فلبيني داخل مستشفى الملك فهد لأكثر من 130 يوما، ويشغل سريرا يستحقه مريض جديد، . من جانبه، تحدث مدير العلاقات العامة بمستشفى الملك فهد، سامي سيبيه، عن معاناة إدارة المستشفى مع المرضى مجهولي الهوية، قائلا إنه تتم مخاطبة الجوازات للتأكد من أية محاضر عليهم، حتى يتم تلافي بعض المشكلات التي حدثت سابقا في مثل هذه الحالات. وهذه الإجراءات تأخذ وقتا من الزمن تستمر لشهور، ما يحرم مرضى آخرين من الاستفادة من الأسرة التي يشغلها هؤلاء الوفدون. وأضاف «هناك معاناة أخرى، من مرضى وافدين يحتاجون للعلاج وعليهم قضايا أمنية وبعد انتهاء فترة علاجهم تخاطب إدارة المستشفى الجهات الأمنية، التي تستقبل الحالة حتى يتم الحصول على مذكرة التحقيق التي هي ليست من اختصاص المستشفى وهذه المعاناة تستمر لشهور أيضا». وأبان أن أكثر الحالات تعقيدا داخل المستشفى هي حالات مجهولي الهوية الذين عليهم قضايا جنائية أو حالات المصابين بالإيدز التي يلقى بها أمام المستشفى في حالة متأخرة من المرض. ويتم علاجها لأسباب إنسانية ومخاطبة الجهات الأمنية بشأنها لكن معاملاتها تسير ببطء شديد. وفي ذات السياق، قال مدير إدارة برنامج الرعاية الطبية للمرضى المنومين الدكتور محمد بادحدح، إن هناك مؤشرين للمرضى، يتم من خلالهما التساؤل عن بقائهم على الأسرة المنومين عليها، لافتا إلى أن هناك مرضى مضت على انتهاء خدمة علاجهم 30 يوما. ويبلغ عددهم 77 مريضا، كما أن هناك من تجاوز 100 يوم ولا يحتاج الى أية خدمة علاجية وعددهم 22 مريضا، بمعنى هناك 100 سرير مشغول بلا فائدة ويحتاجه مرضى آخرون.وتطرق بادحدح إلى معاناتهم مع المرضى الوافدين الذين تنتهي فترة علاجهم داخل المستشفى، حيث تتم مخاطبة الجهات الأمنية المعنية لإنهاء إجراءاتهم داخل المستشفى، لكن ذلك يستمر شهورا دون نتيجة، ما يفاقم أزمة الأسرة داخل المستشفى. وأشار إلى أن الغرفة الواحدة في قسم العناية المركزة لا تتحمل تنويم أكثر من ثلاثة مرضى، لكن أمام ضغط المراجعين يضطر المستشفى إلى تنويم خمسة مرضى أو أكثر فيها. من ناحيته، قال المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسيني، إن هناك تنسيقا مستمرا بهذا الخصوص مع الجهات المعنية، كما توجد اجتماعات مستمرة للتعرف إلى الحالات ومشاكلها، والعمل على سرعة إنهاء إجراءاتها المختلفة داخل إدارة الوافدين.