فجر رئيس نادي الاتحاد أحمد مسعود مفاجأة من العيار الثقيل عندما كشف في تصريح خاص ل «عكاظ» بأن الديون في نادي الاتحاد بلغت 86 مليونا مما يعني صعوبة تسيير أمور النادي في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن انسحابه من اجتماع أعضاء الشرف الذي عقد مساء أول أمس يعود إلى عدم وجود آلية معينة في التنظيم من قبل إدارة النادي، كما لم يحمل الاجتماع أي جديد: «توقعنا بأن يكون هناك برنامج متكامل لمناقشة الأوضاع الصعبة التي يعيشها النادي من خلال ورقة عمل واضحة المحاور إلا أننا فوجئنا بأن الاجتماع كان مجرد مزايدة بهدف جلب المال فقط من قبل إدارة النادي دون أن تكشف كيف بلغت الديون هذه المرحلة الصعبة، إلا أن الاجتماع لم يأت بجديد حيث أدير بنفس الآلية القديمة كما حدث في الاجتماعات السابقة، ومن الطبيعي أن يأتي بنفس النتائج بل هناك بعض أعضاء الشرف وجدوها فرصة لممارسة التنظير على الآخرين في الوقت الذي حضر معظم أعضاء الشرف هذا الاجتماع بتفاؤل كبير لعدة اعتبارات أولا لوجود رئيس جديد للمجلس متحمس لوضع بنية تحتية للانطلاق وهو أخي الدكتور خالد المرزوقي، وتوقعنا بأن نناقش المسببات الحقيقية التي أوصلت الاتحاد إلى هذه المرحلة إلا أني وجدت الأمور كما هي في السابق اجتماعا لمطالبة الأعضاء بالدعم الذي لن يفي بحل المشكلة مهما دفع كل عضو فكما يقولون «الشق أكبر من الرقعة» فلا يمكن أن يتجاوز الدعم المليونين أو الثلاثة ملايين ريال، بينما الديون تفوق هذا المبلغ بكثير ولا يستطيع جميع أعضاء الشرف الذين حضروا الاجتماع حل المشكلة. وبين المسعود بأن مستقبل الاتحاد يسوده كثير من الضبابية ولاسيما أن الشفافية والتنظيم غائبان تماما، فمثلا الإدارة في بداية الاجتماع أشارت إلى أن الديون تبلغ 44 مليون ريال، بعد ذلك صعدت الديون إلى 86 مليونا ثم انخفضت إلى 70 مليون ثم عادت إلى 86 مليونا، وهذا التذبذب في تحديد المديونية يخلق شيئا من القلق عند أعضاء الشرف حيال دعمهم للنادي. وحمل المسعود الرئاسة العامة لرعاية الشباب عدم قيامها بالدور المطلوب تجاه تنفيذ لائحة أعضاء الشرف التي تنص على إلزام إدارات الأندية التي تنوي الاستقالة بضرورة إخلاء طرف بالتوقيع مع الإدارة الجديدة بتحمل كافة الالتزمات المالية تحديدا وتساهلها في ذلك هو من أوصل نادي الاتحاد إلى هذه المرحلة الصعبة، حيث أستطيع أن أقول بأن الاتحاد يسير إلى الهاوية، لأن الرئاسة العامة ومن خلال اللجنة الرقابية على الانتخابات لا تلزم الأندية بتطبيق اللائحة. ونوه الرئيس الذهبي لنادي الاتحاد بأنه لا يمكن تخصيص ناد بحجم الاتحاد في ظل هذه المديونية المرهقة جدا للكيان والتي أغرقت النادي تماما طالما عملية الاستلام والتسليم تتم بدون إخلاء طرف، محذرا من إمكانية انتشار هذه الظاهرة السلبية بين الأندية السعودية: «نحن الآن نسمع عن وجود ديون في الهلال والشباب والنصر وربما الأهلي وهذه الديون إذا لم توثق فإنها سوف تكون عائقا أمام الخصخصة؛ لذا آمل من الرئاسة العامة بالتعاون مع الجمعية العمومية لنادي الاتحاد الإسراع في إيجاد حلول وبحث الأزمة واقتلاعها من جذورها حتى يتم تجهيز الأندية للخصخصة». ونفى المسعود في ختام حديثه انسحابه من المجلس الشرفي لنادي الاتحاد وقال: «عضوية الشرف ليس مكتسبا ماديا يستطيع الإنسان الاستغناء عنه فهي في الأساس عضوية شرفية لمن يقدم خدمات جليلة للنادي، وأعتقد بأني قدمت ذلك والخدمة لا يمكن أن تسحب، بالتالي لا يمكن أن أنسحب كما لا يوجد خلاف مع طلعت لامي كما ألمح البعض وإنما كان سبب انسحابي لأنه لم يكن مقننا».