وصفت الأردن فكرة انضمامها إلى دول مجلس التعاون الخليجي من لدن خادم الحرمين الشريفين بأنها تدل على قناعته التامة بأهمية الدور الأردني، وتأتي من منطلق احترامه ومحبته للأردن. وقال سفير الأردن جمال الشمايلة في حوار خاص مع «عكاظ» إن قيادتي البلدين تحرصان على أن تكون العلاقة بينهما أخوية حقيقة، ومن هذا المنطلق لابد أن يكون هناك تعاون في مجالات عدة أبرزها المجالان الأمني والاقتصادي، متحدثا عن التعاون الاقتصادي بين المملكة والأردن وأبرز أوجه هذا التعاون، وحجم التبادل التجاري بين البلدين.. إليكم نص الحوار : أين وصلت مبادرة انضمام الأردن لدول مجلس التعاون الخليجي؟ وماهي آثار هذا الانضمام إن تم ؟ اتفقت الأردن ومجلس التعاون الخليجي على الدخول في شراكة استراتيجية، وتم لهذه الغاية تشكيل فرق عمل في عدة مجالات من الجانبين لبحث الأمور التفصيلية الخاصة بالتعاون تمهيدا للوصول إلى هذه الشراكة، وقد قدمت دول المجلس للأردن منحة قيمتها خمسة مليارات دولار لتمويل المشاريع التنموية في الأردن للسنوات الخمس المقبلة، وعند الانتهاء من اجتماعات فرق العمل سيتعزز التعاون في مختلف المجالات، وستزداد قيمة التبادلات التجارية، وانسيابية حركة البضائع والأفراد بما يخدم العلاقات الثنائية. أقيم مجلس الأعمال السعودي الأردني قبل سبع سنوات تقريبا، هل هناك اجتماعات لهذا المجلس قريبا؟ يعقد المجلس اجتماعاته بمعدل مرتين في العام، بالتناوب بين الرياض وعمان، وعقد آخر اجتماعين للمجلس في عام 2010 م ، ويجري الإعداد حاليا لا نعقاده في الرياض بالتزامن مع انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة والتي جرت أعمالها خلال الشهر الجاري. لماذا توقفت اجتماعات المجلس منذ العام 2010م ؟ توقفت بسبب بعض الأمور المتعلقة بانتخابات مجالس الغرف السعودية، وإعادة تشكيل مجلس الأعمال من الجانب السعودي، وقبل ذلك بعض الأمور المتعلقة بهيكلية المجلس من الجانب الأردني، وتنظيم أموره وصلاحياته، إلا أنه تم الاتفاق مؤخرا على عقد ثلاثة اجتماعات رسمية وستة اجتماعات غير رسمية في العام الواحد؛ لمجاراة التطور المتسارع، والتقدم الاقتصادي الذي يشهده العالم. ماهي أبرز المشاريع التي سيتم طرحها في الاجتماع المقبل للمجلس؟ تم الاتفاق سابقا على إنشاء شركة استثمارية مشتركة بين الجانبين، وهذه الشركة سوف تعمل على البحث عن فرص الاستثمار المشتركة، وستعمل على اقتراح ودراسة مشاريع بمشاركة صناديق استثمار، ومن المزمع إدراجها على جدول الأعمال في الاجتماع المقبل. كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين وماهي أبرز مجالاته؟ بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى المملكة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2012 حوالى (382،7) مليون دينار أردني، في حين بلغت الواردات الأردنية من المملكة لنفس الفترة حوالى (2595،6) مليون دينار، وتأتي الأدوية والمواد الغذائية وبعض آلات التكييف، والمواشي كأبرز الصادرات الأردنية للمملكة، في حين تمثل المشتقات النفطية، والحديد، وبعض المنتجات الكيماوية العضوية أهم المستوردات من المملكة. ماهي أبرز معوقات زيادة التبادل التجاري بين البلدين؟ لا توجد معوقات كبرى باستثناء بعض المشاكل البسيطة التي تحدث على الحدود بين الحين والآخر والتي تعزا إلى عدم مطابقة المواصفات والمقاييس في أغلبها، فمثلا أصدرت الجهات السعودية المختصة في منفذ حدود الحديثة قرارا بمنع دخول أية بضاعة لا تحمل ختم دلالة المنشأ على كل قطعة من المنتجات الأردنية،حيث يتم إرجاع عدد كبير من الشاحنات الأردنية المحملة بهذه المنتجات على الرغم من أنه يتم ختم الربطة كاملة بختم دلالة المنشأ وعلى أكثر من موقع على الربطة الواحدة، كما قد تطول أحيانا إجراءات اعتماد منتجات بعض الشركات والمصانع نظرا لاشتراط إرسال لجان فحص أو كشف على المنشآت المعنية والتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس. كم يبلغ حجم المشاريع والاستثمارات السعودية في الأردن، وفيما تتمثل؟ هناك استثمارات مستفيدة من قانون تشجيع الاستثمار ويبلغ حجمها 2 مليار دولار، تتمثل في قطاعات الصناعة والزراعة والفندقة والصحة والنقل، والاستثمارات السعودية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ويبلغ حجم الاستثمار فيها 3424 مليون دولار وهي 80 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية فيها، وأغلبها في قطاع الإنشاءات وهي ذات قيمة مضافة، وذات تأثير مباشر على الاقتصاد والعمالة، واستثمارات أخرى تزيد عن أربعة مليارات دولار في القطاعات الخدمية كالنقل والبنية التحتية والطاقة والخدمات اللوجستية والقطاع المالي والتجاري والإعلامي. هل هناك إعفاءات جمركية بين المملكة والأردن ؟ ترتبط الأردن والمملكة باتفاقية تعاون جمركي وقعت في عام 2011 م ، ومدتها ثلاث سنوات وتتجدد تلقائيا ، وتنص هذه الاتفاقية على التعاون بين إدارات الجمارك في البلدين، والتعاون في مجال التدريب، وتقديم التسهيلات لسيارات الشحن ، كما تنص على إعفاء رعايا البلدين من الضرائب والرسوم الجمركية على الأمتعة الشخصية، والمواد الغذائية، والسلع الاستهلاكية التي يحملونها، وتمنح الأردن السيارات الخاصة بالطلاب السعوديين الدارسين فيها مهلة زمنية تصل إلى تسعة أشهر مباشرة من المراكز الحدودية، وتضم الاتفاقية الكثير من البنود الأخرى التي تنظم التعاون بين البلدين وتؤطره بما يخدم مواطنيهما، ويسهل إجراءات السفر والتنقل وانسياب البضائع. أين وصل مشروع إعادة إنشاء الطريق الدولي الذي يربط المملكة بالأردن عن طريق منفذ الحديثة ؟ من مكارم خادم الحرمين الشريفين على الأردن بأن تبرع بتكاليف إعادة إنشاء طريق العمري الأزرق الزرقاء والذي يربط العاصمة عمان بنقطة الحدود الشمالية منفذ الحديثة، وسيبدأ التنفيذ فيه خلال الأشهر القليلة المقبلة بإذن الله. كم تبلغ تكلفة هذا المشروع وما الجهات التي ستقوم بتنفيذه ؟ تقدر تكلفة هذا الطريق الذي يبلغ طوله 126 كيلو متر تقريبا ب 200 مليون دولار وقد تم رصدها لدى الصندوق السعودي للتنمية، وستقوم بالتنفيذ شركات ائتلافية سعودية أردنية على أكمل وجه وبما يتوافق مع تطلعات البلدين. كيف تقيمون استفادة الأردن من السياحة العلاجية ؟ صنف البنك الدولي الأردن بالمرتبة الأولى على مستوى دول إقليم البحر المتوسط والخامسة على مستوى العالم بالسياحة العلاجية وللمرة الثانية على التوالي، ويرجع خبراء الاقتصاد السياحي ذلك إلى تطور الأردن طبيا منذ أكثر من 20 عاما نظرا للاستثمار في هذا القطاع الخدماتي الهام سواء بالأطباء أو المؤسسات الطبية المختلفة حتى صار الأردن يتفوق على الكثير من الدول المتقدمة في المجال الطبي، وقد تجاوز إجمالي الدخل الناتج عن السياحة العلاجية المليار ومائتي مليون دولار وبنسبة نمو بلغت 10في المئة سنويا. ماهي أبرز الأسباب التي تجعل الأردن مقصدا للاستشفاء ؟ تأتي جودة ونوعية الخدمات الطبية المقدمة في الأردن على رأس هذه الأسباب، كذلك تنافسية أسعار هذه الخدمات مقارنة بمختلف بقية دول العالم، واعتماد أنظمة تكنولوجيا المعلومات داخل قطاع الخدمات الطبية، والاعتمادات الدولية التي تحصل عليها المستشفيات الأردنية، ووجود المنتجعات الاستشفائية كالبحر الميت، وحمامات ماعين. كم يبلغ عدد السعوديين الذين يتعالجون في مصحات الأردن سنويا، وكذلك عدد السياح؟ فيما يختص بالمواطنين السعوديين يتلقى العلاج في الأردن سنويا أكثر من 40 ألف سعودي ، منهم قرابة 20 ألف ينومون في المستشفيات الأردنية، كذلك تعتبر الأردن الوجهة الأولى لسكان المناطق الشمالية للمملكة نظرا لقربها واعتدال أجوائها صيفا، وتنوع المواقع السياحية فيها، إضافة إلى وجود المهرجانات السياحية التي تجذب السياح. ويزور الأردن سنويا قرابة مليون مواطن سعودي، ويكفي للتدليل على ذلك الإشارة إلى أن عدد السيارات التي دخلت إلى الأردن في عام 2012م وحده وصلت إلى 601657 سيارة. كم يبلغ عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الأردن؟ يوجد لدينا أكثر من أربعة آلاف طالب سعودي على مقاعد الدراسة في الأردن،جلهم في مرحلة الدراسة الجامعية. كيف تقيمون تأثير القطاع السياحي على الاقتصاد الأردني؟ ارتفع الدخل السياحي الأردني للعام 2012م بنسبة كبيرة مستفيدا من صعوبة الوضع الأمني الإقليمي ، وأظهرت البيانات الأولية للبنك المركزي الأردني ارتفاع عائدات الأردن من الدخل السياحي بنسبة 15 في المئة لتبلغ 3.5 مليار دولار ، مقارنة ب 3 مليارت دولار لعام 2010م، ومما ساهم في ذلك حالة الاستقرار الأمني الذي تعيشه الأردن والذي جعلها وجهة لأعداد كبيرة من السياح الخليجيين والعرب والذين يفضلونها على الدول التي تعيش فوضى أمنية. كم يبلغ عدد العمالة الأردنية في المملكة وحجم المبالغ التي يتم تحويلها للأردن من خلالهم؟ يوجد في المملكة 250 ألف أردني يعمل 80 ألفا منهم في مجالات التدريس الجامعي والمدرسي ، بالإضافة إلى عدد كبير من الأطباء والممرضين والصيادلة والمهندسين ورجال الأعمال،وتزيد قيمة تحويلات الأردنيين السنوية من المملكة عن المليار ونصف المليار دولار. ماهي أبرز المعوقات التي تواجه العاملين من الجالية الأردنية في المملكة؟ لعل أبرز المعوقات هي فهم نظام الكفيل، وماله من حقوق وما عليه من واجبات، وهناك بعض المشاكل التي تتعلق باستقدام الأسر، حيث لا يستطيع كل مواطن أردني أن يستقدم أسرته نظرا لاعتماد ذلك على مسمى الوظيفة، وجنسية الزوجة.