رغم الخدمات التي تزخر بها محافظة نجران إلا أن بعض القرى لا تزال بعيدة عن مفاعيل هذه الخدمات، حيث إنها تفتقر إلى وجود مدارس ومراكز صحية وخدمات بلدية، وهذا الأمر ينطبق على قريتي سهلة وسلوة اللتان تقعان على ضفاف وادي نجران من الجهة الغربية الجنوبية، واللتان قصدتهما «عكاظ» ورصدت غياب الكثير من الخدمات، فشوارعها المسفلتة من عشرات السنين، باتت مكسرة ومحفرة، وما زاد طينها بلة أن إدارة الطرق والنقل في المنطقة اعتمدت سفلتتها، إلا أن المقاول المنفذ انسحب قبل إكمال المشروع، ما دفع الأهالي إلى تقديم شكوى مضى عليها نحو عام من دون أي حل للمشكلة. وتحدث عدد من أهالي القريتين ل«عكاظ» عن معاناتهم مع غياب الخدمات، مطالبين الجهات المعنية بالنظر إلى وضعهم السيئ نتيجة هذا الغياب. بداية قال أحسن المكرمي، أحد سكان قرية سهلة: «قريتنا منطقة زراعية ولكن للأسف لا يوجد فيها إنارة للشوارع ولا مركز صحي ولا مدارس للبنين، حيث نضطر إلى مراجعة المركز الصحي بقرية الحضن رغم، وكذلك أبناؤنا يدرسون في المدارس المنتشرة في الحضن حيث إن قريتنا لا يوجد فيها إلا مدرسة للبنات مستأجرة تضم مرحلتي الابتدائية والمتوسطة». وأشار إلى أن ما يزيد من معاناة ساكني القرية غياب الإنارة عن شوارعهم، ما يضطرهم إلى وضع لمبات من حسابهم الخاص على أعمدة البلدية أمام منازلهم لإضاءة الطريق. وأوضح أن أمانة نجران وضعت قبل فترة قواعد أعمدة الإنارة ولكنها لم تكمل المشروع. وأضاف أن هذا الأمر حصل أيضا مع مشروع المياه، حيث قامت المديرية العامة للمياه في المنطقة قبل عام بحفر الطرقات لوضع عدادات مياه وإيصالها إلى المنازل، ولكن لم تصل المياه حتى يومنا هذا إلى المنازل، مشيرا إلى أن المقاول خلف وراءه حفرا كبيرة في شوارع القرية. من جانبه، قال عبدالله المكرمي: «استبشرنا خيرا في إعادة سفلتة طرق قرية سهلة، حيث بدأ المقاول قبل عام بالسلفتة، ولكنه انسحب قبل إكمالها، الأمر الذي دفعنا إلى تقديم شكوى جماعية ضد المقاول، ولكن لم نجد أي تدخل من إدارة الطرق في المنطقة». وفي قرية سلوة المجاورة لم يكن الوضع أفضل منه في سهلة، فهي أيضا قرية زراعية، ولكنها تعاني بشدة خصوصا عند هطول الأمطار، حيث تندفع السيول من الجبال إلى المنازل في ظل عدم وجود مشروع تصريف للسيول. وقال المواطن علي صالح عسكر: «إن سلوة تفتقد إلى الخدمات الضرورية مثل مشروع تصريف السيول»، مشيرا إلى أن السيول تحاصر منازلهم من الجبال، ومع وادي نجران المجاور يصبحون معزولين ومحاصرين داخل منازلهم، مطالبا بالإسراع في تنفيذ مشروع كوبري سلوة الذي يربط قريتهم بطريق الأمير نايف مباشرة، بدلا من الطريق الترابي الذي يشق وادي نجران والذي تتوقف فيه الحركة عند تدفق السيول، ما يضطر الأهالي إلى الذهاب مع طريق بديل مع جبل رعوم الذي يضم مرتفعات خطيرة جدا. الخدمات الغائبة قال محمد يحيى آل الحارث: «رغم أن قرية سلوة وسهلة مأهولتان بالسكان، فإن الخدمات غائبة عنهما». ورأى أن على المسؤولين توفير مدارس للبنين والبنات بمختلف مراحلها التعليمية، وأيضا مركز صحي وتوفير كل الخدمات البلدية خصوصا أنهما متجاورتين، كما أنهما تحتاجان إلى إنارة الطرقات.