يشكل غياب ثقافة السلامة في مراكز تعبئة الغاز المنتشرة داخل أحياء جدة خطراً على السكان بحسب رأي أهالي تلك الأحياء، الذين طالبوا بضرورة تنمية التدريب النوعي لدى العاملين في الكشف عن تسريبات الأنابيب التي يمكن حدوثها خاصة من الأسطوانات المتهالكة والقديمة. "الوطن" رصدت خلال جولتها الميدانية آراء سكان الأحياء حول خطر عدم تقنين العملية التدريبية للعمالة في مراكز تعبئة الغاز، خاصة الذين يوظفون دون تدريب على اشتراطات وسائل الأمن والسلامة. وقال المواطن علي القحطاني، الذي يسكن في حي الصفا بجدة: في كل مرة استبدل أسطوانة الغاز أحملها بنفسي حتى أوصلها لسيارتي دون مساعدة من العاملين في تلك المراكز، معللا ذلك بخوفه من طريقة تعامل العاملين مع الأسطوانة خاصة عند دحرجتها على الأرض مما قد يتسبب في حدوث كارثة في حال وجود تسرب خاصة أن معظمها قديم ومتهالك. ورأى القحطاني أن معظم العمالة لا تمتلك الخبرة الكافية في وسائل الأمن والسلامة والتعامل مع الحرائق، إلى جانب احتواء أحواش تعبئة الغازعلى طفايات حريق صغيرة لا تفي بالغرض، علاوة على افتقار معظمها إلى وجود أجهزة لكشف التسرب. ويشاركه الرأي عبدالله الصقير من سكان حي الصفا قائلا: إن انتشار العمالة التي يعتمد عليها أصحاب مراكز تعبئة الغاز في التحميل والنقل داخل الأحواش، يشكل خطرا على السكان خاصة المباني الملاصقة لتلك الأحواش. إلى ذلك، أشار مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي في تصريح إلى "الوطن" إلى أن محلات تعبئة الغاز لها العديد من الاشتراطات التي تفرضها أمانة جدة على أصحابها قبل حصولهم على تراخيص ممارسة بيع الغاز، محملا أصحاب تلك المنشآت مسؤولية توظيف العمالة غير المدربة. وأوضح أن الدفاع المدني له دور تطوعي في عملية التدريب، وأن ذلك ليس من مسؤوليته. وأكد أن الدفاع المدني يدرك خطورة محلات تعبئة الغاز وتواجدها داخل الأحياء السكنية؛ مما يدفع فرق السلامة التابعة للدفاع المدني إلى تنفيذ جولات مستمرة، للتأكد من توفر وسائل الأمن والسلامة داخلها. من جهته، أكد عضو لجنة الأمن والسلامة في الغرفة التجارية بجدة سابقا، اللواء محمد الجهني أهمية تدريب العمالة حتى تتبلور لديهم معرفة بإجراءات السلامة والكيفية الصحيحة للتعامل مع الحرائق والتسريبات.