أكد وزراء ومسؤولون وسفراء ومحللون عرب على الأهمية التي يكتسبها اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي يعقد في الرياض غدا إزاء تعزيز الأمن العربي المشترك وبلورة التعاون الفعال بين أجهزة الأمن لمكافحة الإرهاب والجريمة والتعامل الأمني مع تداعيات الربيع العربي. وقالوا في تصريحات ل«عكاظ» إن أهمية الاجتماع تأتي كونه يعقد في ظروف تتطلب التشاور والتنسيق حيال كل ما يهم الأمن العربي، وتحقيق تطلعات الشعوب وإرساء الاستقرار في المنطقة العربية على ضوء التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة. فمن جهته، أوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان أن مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي يعقد في الرياض يكتسب أهمية كبرى كونه يعقد في ظروف أمنية خطيرة تمر بها المنطقة والتي تتطلب تعزيز الأمن العربي المشترك. وأكد أن مجلس وزراء الداخلية العرب يعتبر من أهم المجالس العربية وأكثرها التزاما بتنفيذ القرارات الصادرة عنه كون الأمن العربي يعتبر أحد ركائز العمل العربي المشترك. ووصف الجهود التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب بأنها جهود جبارة ساهمت في وضع ركائز العمل الأمني المشترك من خلال دعمه المنقطع النظير للمجلس من أجل تحقيق الأهداف المرسومة له، وباعتباره رجل الأمن الأول في المنطقة العربية، وجهوده لمكافحة الإرهاب ملموسة يشهد لها الجميع. من ناحيته، اعتبر وزير المغتربين اليمني مجاهد القهالي أن اجتماعات المجلس في الرياض ستعطي زخما للاستراتيجية الأمنية العربية، وستعطي دفعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، موضحا أن التطورات التي تشهدها المنطقة تعطي أهمية كبرى للاجتماعات خاصة فيما يتعلق بتعزيز العمل العربي المشترك والتعاون العربي في ملف مكافحة الارهاب. وقال إن مجلس وزراء الداخلية العرب حريص على تنمية التعاون وتنسيق الجهود بين الدول العربية في مجال الأمن ومكافحة الجريمة، وتعزيز المسيرة الأمنية العربية المشتركة وتطويرها من خلال وضع العديد من الاستراتيجيات والخطط والبرامج التي تتناول كافة جوانب العمل الأمني. ويرى السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن اجتماع الرياض يكتسب أهمية كبرى كونه يعقد في ظروف خطيرة تمر بها المنطقة العربية والتي تتطلب تنمية التعاون العربي المشترك خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. وقال إن استضافة المملكة لاجتماعات المجلس يعكس حرصها لتنمية الوعي الثقافي والأمني لدى المواطن وتعزيز الوعي بمخاطر الجريمة. وقال إن المملكة كانت ولاتزال رائدة في تعزيز العمل الأمني العربي المشترك، موضحا أن اجتماعات المجلس في الرياض تجسد حرص المملكة في التعامل مع القضايا الأمنية بشكل جاد وفعال، مبينا أن اجتماعات الرياض فرصة لبحث الأوضاع الأمنية في المنطقة ووضع الخطط والاستراتيجيات لمزيد من التعاون في المجال الأمني. من جهته، قال الدكتور أنور عشقي مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية «المواطن هو رجل الأمن الأول في المجتمع العربي» موضحا أن مجال مكافحة الإرهاب يعد من أهم المجالات ويحظى باهتمام بالغ من مجلس وزراء الداخلية العرب، لما يشكله الإرهاب من خطورة على أمن دولنا واستقرار مجتمعاتنا العربية في وقتنا الحاضر. وأضاف أن اجتماع الرياض سيناقش القضايا الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، ومراجعة الاستراتيجيات والخطط المرحلية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بغية تحديثها وتطويرها لتتواكب مع التطورات والأحداث المستجدة. أما نجيب غلاب رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات الاستراتيجية أوضح أن الأوضاع الأمنية في المنطقة العربية تتطلب ضرورة تعزيز الأمن العربي المشترك، وضمان أمن المواطن العربي ووضع خطط للتعامل مع مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري والتداعيات الأمنية التي تشهدها المنطقة نتيجة لذلك. وقال إن أمام الوزراء جملة من القضايا الهامة من أبرزها قضايا الإرهاب والمخدرات والتنسيق العربي من أجل محاربتها. من جهته أشاد الدكتور محمد الجمل رئيس المركز الديمقراطي لدراسات الشرق الأوسط بمستوى التعاون والتنسيق الأمني بين الدول العربية كافة،خاصة في مجال مكافحة الإرهاب موضحا أن اجتماعات وزراء الداخلية العرب في الرياض فرصة لتحديث الاستراتيجيات العربية لمواجهة الإرهاب وتبادل المعلومات عن الإرهابيين والتعامل مع أزمات الربيع العربي من الجوانب الأمنية التي تتطلب تنسيقا وتشاورا عربيا خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية وتداعياتها الأمنية المتوقعة في المحيط العربي من خلال تعزيز التعاون الأمني. وأوضح أن انعقاد الاجتماعات بناء على دعوة واستضافة كريمتين من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يعكس حرص المملكة على تعزيز الأمن العربي وامتداد الدعم المستمر الذي يتلقاه المجلس من المملكة منذ نشأته كما يعد فرصة مهمة لتلاقح الأفكار للتباحث في العديد من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك وملف مكافحة الإرهاب. وأضاف أن هناك مسؤولية ملقاة على المواطن العربي لتعزيز دوره في الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب.