أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان أن اجتماعات الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي ستنعقد في 31 مارس الحالي في الرياض تكتسب أهمية قصوى للتطورات المتتابعة والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، والتي تتطلب التشاور والتنسيق لتعزيز الأمن والتعاون العربي المشترك. وأوضح في حوار أجرته «عكاظ» أن احتضان المملكة لاجتماعات الدورة الحالية جاء بناء على دعوة واستضافة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، مؤكدا أن هذه الاستضافة ما هي إلا امتداد للدعم المستمر الذي يتلقاه المجلس من المملكة منذ نشأته وحتى اليوم، وتعبير لحرص المملكة في دعم وتعزيز التعاون الأمني العربي. وأفصح أن المجلس وضع تصورا أوليا لاستراتيجية عربية لمكافحة ظاهرة انتشار السلاح في المنطقة العربية معربا عن أمله في أن ترى النور في المستقبل القريب. وأفاد أن الاجتماع سيكون فرصة مهمة لالتقاء وزراء الداخلية بالدول العربية للتباحث في العديد من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك وملف مكافحة الإرهاب، موضحا أن الدورة الحالية ستركز على العديد من المواضيع الأمنية الهامة، وبشكل خاص على المواطن العربي ودوره الكبير في الحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة. وزاد «المواطن هو رجل الأمن الأول في المجتمع». وكشف كومان أن المجلس سيعتمد خلال الدورة الحالية توصيات المؤتمرات الأمنية العربية التي انعقدت خلال عام 2012.. وفيما يلي نص الحوار: توقيت مهم للاجتماعات بداية كيف تنظر للظروف وأهمية اجتماعات وزراء الداخلية العرب والتي ستعقد في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من الثالث عشر وحتى الرابع عشر من شهر مارس؟. في الحقيقة، إن اجتماعات الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي ستنعقد خلال شهر مارس الجاري فرصة مواتية لالتقاء أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية للتباحث في العديد من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، ومكافحة الإرهاب ومناقشة المستجدات على الساحة العربية. كما أن الدورة الحالية تكتسب أهميتها للتطورات المتتابعة التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تشاورا لتعزيز الأمن العربي المشترك. ونأمل أن تحقق اجتماعات وزراء الداخلية النتائج المرجوة إن شاء الله. المواطن رجل الأمن الأول ما هي أبرز القضايا التي ستكون محور اهتمام وزراء الداخلية العرب في اجتماع الدورة الجديدة؟. في الحقيقة، يوجد العديد من المواضيع الأمنية الهامة المطروحة على جدول أعمال المجلس، كما ستركز هذه الدورة على المواطن ودوره الكبير في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة الذي بات يدخل ضمن مفهوم الشرطة المجتمعية في مواجهة الجريمة، والذي أصبح يحظى باهتمام كبير من جانب وزارات الداخلية في الدول العربية، كون المواطن هو رجل الأمن الأول في المجتمع، ومسؤولية الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة ليست مسؤولية الجهات الأمنية والشرطية وحدها بقدر ما هي مسؤولية المجتمع بكافة فئاته وشرائحه ومؤسساته، وسيكون من أبرز المحاور التي يناقشها المجلس هو اعتماد توصيات المؤتمرات الأمنية العربية التخصصية التي انعقدت خلال عام 2012 في نطاق الأمانة العامة، إضافة إلى متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس في دوراته السابقة. يعقد اجتماع وزراء الداخلية في المملكة العربية السعودية بعد فترة طويلة، ما الذي يمثله عقد الاجتماعات في الأراضي السعودية؟. يأتي انعقاد الدورة الحالية لاجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب في المملكة العربية السعودية، بناء على الاستضافة الكريمة التي تفضل بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وهذه الاستضافة ما هي إلا امتداد للدعم المستمر الذي يتلقاه مجلس وزراء الداخلية العرب من المملكة منذ نشأته وحتى اليوم، كما أنه تعبير واضح عن مدى حرص المملكة في دعم التعاون الأمني العربي واهتمامها في ترسيخ الأمن والاستقرار في دولنا العربية. والمملكة كانت ولاتزال سباقة في تعزيز العمل الأمني ودعم المجلس والمنظمات التابعة له. يعقد مجلس وزراء الداخلية لأول مرة بعد أن فقدت الأمة العربية أحد رجالاتها التي عملت وسعت لتعزيز الأمن العربي المشترك، ألا وهو صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الرئيس الفخري رحمه الله، كيف تنظرون لإسهاماته في المجلس؟. لا شك أننا في مجلس وزراء الداخلية العرب قد خسرنا شخصية أمنية عظيمة هي في الواقع بحجم أمة قبل أن يكون رجل الأمن الأول، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل على المستوى العربي ككل، حيث كانت إسهاماته رحمه الله جلية في دعم وتعزيز مسيرة الأمن العربي المشترك وجهوده في تأسيس هذا المجلس وتطوير أمانته العامة ومكاتبها المتخصصة واضحة للعيان لا يستطيع أحد إنكارها أو التقليل من شأنها، وسيظل هذا الإسهام عنوان شرف وافتخار لنا جميعا تجعلنا نشد من سواعدنا ونبذل أقصى جهودنا كي نواصل ما بدأه، وننجز ما أراده في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار لأوطاننا ومجتمعاتنا العربية على حد سواء. وعزاؤنا أن روح المحبة والتوافق والإخاء التي بثها في المجلس قد تجذرت في مداولات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب وباتت تكتنف كل اللقاءات التي تعقد في نطاق أمانتهم العامة، وأن دعم التعاون الأمني العربي الذي كان يحرص عليه سموه الكريم رحمه الله سيظل من أولويات وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية بفضل تسلم المسؤولية من قبل الأمير محمد بن نايف ذي الكفاءة الأمنية العالية، والذي تربى ونشأ وتتلمذ على يد سمو الأمير نايف رحمه الله، ونهل من معينه الصافي، مما يضمن استمرار السياسة الأمنية الرشيدة التي تنتهجها المملكة، ودوام النجاعة التي تتصدى بها للإجرام، وتواصل العناية التي توليها للعمل الأمني العربي المشترك. آليات لتطوير مكافحة الإرهاب هل هناك خطط لتطوير آليات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي؟. يعد مجال مكافحة الإرهاب من أهم المجالات ويحظى باهتمام بالغ من مجلس وزراء الداخلية العرب، لما يشكله الإرهاب من خطورة على أمن دولنا واستقرار مجتمعاتنا العربية في وقتنا الحاضر، حيث يعقد مؤتمر سنوي للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في نطاق الأمانة العامة للمجلس يناقش فيه كافة المستجدات والقضايا الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، ومنها مراجعة الاستراتيجيات والخطط المرحلية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بغية تحديثها وتطويرها لتتواكب مع التطورات والأحداث المستجدة، ناهيك عن التقاء المسؤولين عن مكافحة الإرهاب للتباحث وتبادل الخبرات والمعارف في هذا المجال، وأشير هنا إلى أن المؤتمر الخامس عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب الذي انعقد مؤخرا في نطاق الأمانة العامة نهاية العام 2012م كان قد خرج بتوصيات تتعلق بهذا الجانب والمتمثلة بالطلب إلى الأمانة العامة النظر في تحديث الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، بحيث تضع في الاعتبار المعطيات التي جدت على صعيد الإرهاب، خاصة ظاهرة انتشار الأسلحة في المنطقة العربية، مع وضع تصور أولي لاستراتيجية عربية لمكافحة ظاهرة انتشار السلاح في المنطقة العربية التي نأمل أن ترى النور في المستقبل القريب.