يشد انتباه المارة وسائقي السيارات بجوار ضفة وادي الرمة مشهد دراماتيكي لمجموعات من العمالة الوافدة وهي تمارس صيد الأسماك في مياه الصرف الصحي المعالجة التي تتسرب في حوض الوادي. هذا المشهد يصبح أكثر كثافة في عطلة نهاية الأسبوع خاصة في مجرى الوادي الذي يقطع صحراء العفجة بالربيعة شرقي بريدة، حيث تدب الحياة على ضفة الوادي بصائدي أسماك المستنقعات، خاصة أسمام (البلطي) التي تتكيف مع مثل هذا النوع من المياه، وفي الوقت الذي يؤكد فيه عدد من الأهالي أن ما يقلقهم أن بعض هذه العمالة ربما تعرض ما تصطاده من أسماك ملوثة في زوايا الشوارع، لافتين إلى أن ضعف رقابة البلدية جعل من حوض الوادي مسرحا لصيد الأسماك غير الصالحة للاستهلاك الآدمي وفقا لقولهم. وأوضح عبدالله العبيد أن على المديرية العامة لمصلحة المياه والصرف الصحي وضع سياج على بحيرات التصريف الصحي أو المياه المعالجة لمنع العملاة الوافدة من ممارسة صيد الأسماك في مجرى الوادي، وقال: «هذا النوع من الصيد يعتبر مخالفة للأنظمة في ظل انتشار حالات التسمم في المطاعم وقد تكون هذه إحدى ثمار عدم المراقبة لتلك البحيرات التي تعتبر خطرا على صحة الإنسان، حيث يعتبر مشهد العمال وهم يصيدون الأسماك غير حضاري»، داعيا إلى تكاتف جهود الجهات المختصة لاستخدام المياه المعالجة في الري وليس للصيد. من جهته، أوضح محمد البازعي أنه لا يعرف سبب وجود هذه العمالة في هذا المكان الذي يعد غير صحي، مؤكدا أن تلك المياه خصصت لأغراض زراعية أو صناعية عدا ذلك تعتبر خطرا على صحة الإنسان وبدون شك وجود الأسماك في البحيرات يعد أمرا غير صحي نظرا لأنها تكون ملوثة بالبكتريا والميكروبات التي من الممكن أن تصيب الإنسان بالأمراض، وقال: «أعتقد أن الأمر متعلق بأمانة المنطقة والتي من المفترض أن تنسق مع المديرية العامة للمياه لمنع هؤلاء من الاستفادة من صيد الأسماك، ومنع بيعها أو تناولها». بدوره، عقب مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بالقصيم المهندس إبراهيم الرقيبة على أن إدارته وضعت لوحات إرشادية تمنع الاقتراب من موقع مياه الصرف المعالجة في وادي الرمة. وعن وجود ضرر من الأسماك التي تتواجد في تلك البحيرات أكد أنه ربما يكون هناك ضرر أو ربما أنها غير مضرة، وقال: «لست مختصا في هذا المجال ولكن أود أن أوضح أن تلك المياه معالجة ثلاثيا وبالإمكان أن تستخدم في الزراعة وتحديدا ري الورقيات».