لا يزال الحزن والأسى يخيمان على أبناء وأسرة فقيد الوطن اللواء صالح طاهر فاضل مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة سابقا رحمه الله، حيث قال ابناه الدكتور نبيل والدكتور أيمن تأثرنا كثيرا لوفاة والدنا الغالي ولكن إرادة الله فوق كل شيء ونحمد الله على ذلك وعزاؤنا الوحيد في سيرته الطيبة والعطرة في وطنه ووسط مجتمعه. البداية كانت مع أكبر أبنائه الدكتور نبيل الذي استرجع ذكريات الماضي مع والده أيام الدراسة وكيف كان تعامله مع الأبناء وماذا كان يوصيهم ويوجههم. وتطرق إلى آلية متابعة والدهم لهم دراسيا وكيف استقبلهم بعد حصولهم على الثانوية العامة والجامعة والدكتوراه تحدثوا عن كل شيء عن والدهم. وقال الدكتور نبيل «تأثرنا كثيرا لوفاة الوالد رحمة الله عليه ونسأل المولى عز وجل أن يتغمد الوالد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهمنا جميعا الصبر وحسن العزاء».. وعن مآثره أضاف لا أستطيع مهما قلت عن مآثره ولا أستطيع حصرها فمآثر وخصال والدنا وسيرته بين الناس تجسد ما كان يتميز به رحمه الله ثم اني كواحد من أبنائه لا استطيع القول أكثر من أنه كان متميزا بأخلاقه وعمله وحسن تعامله مع كافة المحيطين به. واستطرد قائلا: كان من ذوي التقوى والصلاح وكان حريصا على تربيتنا التربية الإسلامية الصحيحة وكان يرحمه الله يحثنا على أداء الصلاة في أوقاتها ويؤكد على ضرورة الالتزام بها وصلة القربى والرحم والتكاتف والتعاضد وفعل الخير والتآزر فيما بيننا وطاعة الله أولا ثم طاعة الوالدين في غير معصية الله. فيما قال الدكتور ايمن عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة «تألمت كثيرا لفراق والدي وهذا قضاء من الله وقدره إذ أن الموت وملاقاة الخالق عز وجل نهاية لكل إنسان». وعن مآثر والده قال لقد كان للوالد إسهامات في عمله ومجتمعه يقدرها الوطن وأبناؤه وكان يحثنا على التقوى وحسن الخلق والتعامل الطيب مع الجميع واحترام الكبير ومساعدة أصحاب الحاجات والعطف على الصغير. ويذكر أنه عرف عن والده تواضعه الجم وطيب تعامله مع الناس بكافة فئاتهم كما أنه كان يشرف على كل المهام الموكلة إليه بنفسه ويوجه بالمرئيات والملاحظات وكان يتفاعل مع هموم المراجعين وحل مشاكلهم وكثيرا ما كان يقضي أوقاتا طويلة في العمل وكان محبا لكل الناس. وزاد «شاهد الجميع كيف كان الأعداد الكبيرة التي حضرت مراسم العزاء وقد تحدث لنا الكثير عن علاقتهم به ومكانته في قلوبهم فقد كان طيب السيرة مشهود له بالخير في الوسط الأمني والمجتمع المدني وكان والدنا دائما اجتماعيا وإسهاماته في الإصلاح بين الناس. وتطرق الدكتور نبيل إلى بعض الذكريات والتي وصفها بالعالقة في المخيلة حيث أن والدهم كان يحرص على البقاء مستيقظا حتى ساعات الصباح الباكر فيما لو تأخر في أداء مهام عمله حرصا منه على تناول طعام الإفطار وتوديع أبنائه قبل الخروج من المنزل . وعدد الدكتور نبيل بعض من زاملوا والدهم وهم اللواء ياسين علي البار، اللواء حامد صالح مؤمنة، اللواء صدقة محمد خطابي، العميد حسن ابو عيش، العميد محمد فرغلي، العميد محمد صالح سمرقندي، العميد فهد السوبحي وغيرهم وكان هؤلاء يتناوبون في غرفة عمليات النجدة بالعاصمة المقدسة في تلك الفترة. ويعود الدكتور أيمن للحديث قائلا «كان والدي يوصي زملاءه بضبط الأمن فما تعيشه بلادنا نعمة من الله أثمرت عن منجزات حضارية تجب المحافظة عليها». من جهتها قالت ابنة الفقيد الدكتورة إيمان صالح قضيت معه اجمل أيام عمري وكان يعامل جميع الأبناء معاملة حسنة طيبة ويوجهنا إلى ما فيه الخير والصلاح وحسن الخلق والتعامل الطيب مع الجميع رحم الله والدي صاحب القلب الطيب الحنون واسكنه الله الفردوس الأعلى من الجنة. وتحدث نبيل الحصين مدير عام شركة توكيلات الجزيرة للسيارات في المنطقة الغربية عن الراحل اللواء صالح فاضل مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة الأسبق قائلا: «تربطنا بالفقيد مصاهرة منذ أكثر من 30 عاما وكان من خيرة الناس، فله من اسمه نصيب كون صالح وفاضل، فهو يحب الخير ومساعدة الناس ويحرص دوما على قضاء حوائجهم، إذ أن الابتسامة لا تفارق محياه، وصاحب طرفة تكاد لا تخلو من مجلسه». وأضاف: «الفقيد ورث لأبنائه مآثر كثيرة في الخير وتذكر في كل مكان، وخلف لأسرته وأبنائه المحاسن الطيبة، وكان يوصي بها كثيرا». وزاد: «آخر لقاء جمعني مع الفقيد في المستشفى فكان يصارع المرض بالصبر والابتسامة ويحتسب ذلك عند الله، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته». وكتب عنه المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي ميز الفقيد بخبراته الكبيرة وتواضعه الجم.. كان ذا خبرات واسعة، بل كان مدرسة أمنية، وحكيماً في قراراته، إضافة لتمتعه بالاتزان والتواضع، فهو إنسان صاحب مواقف ومحب للخير ودائماً ما كان يساعد الآخرين.. ويحث على مساعدة الآخرين وتسهيل أمور المراجعين، وكان معلماً وأستاذاً للجميع واستفاد منه الكثير من القيادات الأمنية. وأضاف تقلد العديد من المناصب القيادية منها: كان رئيساً لشرطة النجدةبمكةالمكرمة، مساعد رئيس المرور بمكةالمكرمة، مديراً عاما للخدمات الفنية بوزارة الداخلية، مديراً لإدارة مرور جدة، مدير شرطة الطائف، نائب مدير شرطة جدة، مديراً لشرطة جدة، مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة. واشار إلى انه عمل أربعين عاماً في السلك العسكري حتى نال ميدالية التقدير العسكري من الدرجة الأولى من الديوان الملكي ونوط الشجاعة، ونوط الإتقان ونوط القيادة ونوط الإدارة العسكرية. وعن مناقبه قال كان متميزاً في عمله، فنال العديد من الأوسمة منها: وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الرابعة، وسام الملك فيصل من الدرجة الثالثة، ميدالية التقدير العسكري من الدرجة الأولى من الديوان الملكي. نوط الأمن، نوط الخدمة العسكرية بعد 30 سنة خدمة، نوط الشجاعة، نوط الإتقان، نوط القيادة، نوط الإدارة العسكرية... إلى جانب الحصول على شهادات ودروع من دول عربية وأجنبية. وخلص إلى القول إنه لم يقتصر عمل الفقيد على الجانب العسكري فقد كان عضواً في مجلس محافظة جدة وعمل في المجال الخيري فهو رحمه الله أحد أبناء مكةالمكرمة خدم منذ نعومة أظافره في مهنة الزمزمي مع والده - يرحمهما الله - في (تنشين الدوارق) وسقاية الحجاج داخل الحرم المكي وفي مساكنهم واكتسب خبرة العمل على يد والده - رحمه الله -، عمل بمكتب الزمازمة الموحد بمنصب نائب رئيس مجلس الإدارة عام 1413ه، وعين بعدها عضواً بالهيئة الاستشارية لشؤون الطوائف عام 1415ه، ثم عين مستشاراً بمكتب الزمازمة الموحد عام 1426ه حتى وفاته.