تحولت مياه بحيرة «المسك» التي انتهت أمانة جدة من تجفيفها بعد جهود مضنية مؤخرا، إلى موقع آخر في حي الجوهرة جنوبي المحافظة، أطلق عليه السكان اسم «العنبر»، مكونة بحيرة احتلت مساحة شاسعة تفوح بالروائح الكريهة، وتحتضن الجراثيم والأوبئة، وتنشر الضنك والأمراض المزمنة، فيما التزمت أمانة جدة الصمت إزاء وضع البحيرة الذي مضى منذ نشوئها ما يقارب خمس سنوات. «الشرق» تجولت في الموقع والتقت عدداً من المواطنين الذين عبروا عن مخاوفهم وقلقهم من وجود البحيرة، وبداية تشبعها بمياه الصرف الصحي الملوثة، وكانت البداية مع أحمد الغامدي، أحد سكان الحي ومن منسوبي شركة الكهرباء، حيث قال ل«الشرق»: معاناتنا كسكان للحي تكمن في انتشار البعوض بشكل مخيف، بالإضافة إلى تكاثر الزواحف والفئران، كما أن الروائح الكريهة تنبعث منها في كل الأوقات، لا سيما فترة الصباح والعصر، حيث تسبب لنا هذه الروائح الصداع والقلق والخوف من الإصابة بأمراض مزمنة لا سمح الله، لأن البحيرة تعد محضنا لتكاثر البعوض وانتشار الأوبئة، ما يشكل خطراً علينا من إصابات الضنك. وأضاف: أتى أحد مسؤولي الأمانة إلى الموقع مؤخرا، وشاهد ما ترونه اليوم، إلا أننا حتى الآن لم نلمس أي تحركات إيجابية حيال وضع البحيرة، مع العلم أنها تمتد وتتوسع يوماً بعد يوم، وهذه البحيرة تتسبب في القلق ليس على مستوى الحي فقط، بل على مستوى سكان الأحياء المجاورة والمدينة كافة. من جانبه أوضح صالح الشريف، أحد المستأجرين في الحي، أن المشكلة تمتد من مشروع الإسكان الحكومي، وتقع الآن غرب حي الجوهرة، وقال الشريف: انفجار منطقة تفتيش الصرف الصحي هي السبب الرئيس، ما جعلها تصب في مجرى السيل، وأصبح مجرى السيل الآن مجرى للصرف الصحي، وهي الآن تشكل خطراً كبيرا، وفي توسع مستمر، كما أن البلدية على اطلاع ولكن دون تحريك ساكن، بالإضافة إلى أن الشركة أتت لعمل صيانة في مجرى السيل، ولكن لم يكن منها أي فائدة أيضا حيال إصلاح منبع تدفق المياه أو تلافيه، مؤكداً تسجيل عدة حالات أصيبت بحمى الضنك في الحي نتيجة انتشار البعوض الكثيف في المنطقة، وطالب بضرورة طمر البحيرة وسرعة إصلاح منطقة تفتيش الصرف الصحي، قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح من الصعب حلها. من جهته أشار أبو إسماعيل، وهو من سكان الحي، إلى أن انسداد منطقة الصرف الصحي هو السبب خلف تشبع المنطقة بالمياه الملوثة التي تشكل خطراً على البيئة، وقال «في ظل غياب الصيانة والرقابة ستصبح لدينا مشكلة مصدرها صغير ولكن امتدادها وتوسعها يشكل خطراً كبيراً علينا جميعاً». «الشرق» تواصلت مع المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري، إلا انها لم تتلق أي رد على اتصالاتها المتكررة أو الرسائل القصيرة التي بعثتها إلى هاتفه المتنقل تطلب بيانا أو تفصيلا أو تبريرا يوضح موقفها من الموضوع، ما دفع «الشرق» إلى مواصلة رسالتها المهنية بنشر هذا التقرير.