الخطأ الفادح الذي أصبحت بسببه البريئة رهام وأسرتها المفجوعة المكلومة في معاناة وأسى لا يعلمه إلا الله من وجهة نظري لا يجب أن يحمل لشخص وزير الصحة بشكل مباشر ولا يجب بأي حال من الأحوال وضع المسؤولية المباشرة والمطلقة على قيادات وزارة الصحة، فهذا الخطأ الجسيم هو خطأ فني بحت يتحمله في المقام الأول المشرف أو مدير المختبر الذي احتفظ بعينة دم ملوثة في ثلاجات مختبره وقام بالسماح بنقلها للطفلة المظلومة دون أن يلتزم بالبروتوكولات الاعتيادية العلمية والبديهية جدا للحفاظ على الدم ونقله، هذا إذا افترضنا وصدقتنا الحقائق بأن أوراق وشهادات واختبارات وتصنيف جميع من يعمل في المختبر سليمة وصحيحة ولا يشوبها شائبة، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه لماذا الناس وعبر وسائل الاتصال الجديدة من واتس وتويتر وإلى آخره قامت بتحميل قيادات الصحة ما حصل لرهام رغم بعد مكاتب هذه القيادات مئات الكيلومترات عن موقع الفضيحة الطبية اللا أخلاقية إن جاز لنا تسميتها بذلك، ولماذا هذا السخط والغضب على هذه القيادات والعرف يقول إن الخطأ الطبي الفني يتحمله صاحبه إذا توفرت له جميع الإمكانيات الإدارية والفنية والمهنية المطلوبة للممارسة الطبية التي حدث أثناءها الخطأ الطبي (وهذا لا يعني إهمال المسؤولية المعنوية غير المباشرة). وببساطة شديدة تفاعل المجتمع مع هذه الحادثة ما هو إلا ردة فعل طبيعية لتراكمات عانى ويعاني منها الكثير من الناس، فخطأ طبي أو جريمة كهذه والناس معظمهم خارج التغطية الصحية وفي انتظار طويل مرير لفرصة علاج في مستشفى عام قد تأتي بعد وفاة المريض وفي مستشفيات بصفة عامة إلا بعضها لم يزدها الزمن إلا تأخرا وما يبنى منها لا يستطيع المسؤول الأول في الصحة تحديد موعد محدد ولو تقريبي لافتتاحها وبعضها يشيد ويبنى منذ ثمان سنوات كالمستشفى الذي يقام في شمال جدة ناهيك عن الأخطاء الطبية المتكررة التي لا تتناسب أبدا عقوبة مرتكبيها والضرر الناتج عنها، هذا بالإضافة إلى «جبهة الممانعة» الخاسرة غير المسبوقة والتي عملت بأسلوب غير بريء ضد ملف التأمين الطبي، الحل الأمثل لمشاكل منظومة الصحة المتعثرة، وفي وسط كل هذا الجو الصحي غير الصحي يفاجأ الناس بهذه المأساة الدرامية غير المتوقعة فما كان من جلهم إلا ما كان على الواتس وإخوانه. فاكس: 6079343