لم يوفر (المهشتقون) والمغردون وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، بعد أن شاع أنه أهدى جهاز آيباد لطفلة الإيدز رهام الحكمي. وحسب علمي فإن الوزارة لم تنف أو تثبت ذلك. وبالرغم من أنني قرأت أن جهاز الآيباد تبرعت به حملة زرع ابتسامة للطفلة رهام، إلا أن الأمر لا يخلو من وقفة مع الوزير، الذي فقد الناس صدقية أركان وزارته في كافة المناطق الصحية التابعة له. وهو، أهدى الأيباد أو لم يهده لمظلومة جازان، لابد أن يتوقف كشخص، قبل أن يتوقف كوزير للصحة، ليسأل نفسه: لماذا حين ظفر الناس بهذا الخبر أو هذه الإشاعة أمطروه بوابل من المواقف والتهكمات والمساءلات، بل والعودة إلى ماضيه التليد في فصل التوائم وأن ذلك مجده الوحيد الذي يشكر عليه ولا مجد له بعد ذلك، أي بعد أن تسلم وزارة خطرة وجماهيرية وشديدة الحساسية مثل وزارة الصحة.؟! الناس، وداود الشريان من بينهم حين استضافه في الثامنة، يعرفون وقد قالوا له إن الدولة تغدق على وزارة الصحة الميزانيات حيث لا عذر مالي للوزير وأركان وزارته في تنفيذ خدمات صحية ممتازة ومسؤولة وخالية من نقل دم ملوث إلى طفلة بريئة. والناس، أيضا، لن يسامحوا أي مخطئ في حقهم سواء أكان وزيرا أم غفيرا. وكما للكبار والواصلين أولاد يحبونهم فإن الضعفاء أو المستضعفين يحبون أولادهم ويكرهون أن يحدث لهم (أخطاء طبية) تقضي على زهرات صباهم وريعان شبابهم ومستقبل أعمارهم. ولذلك حين حدث ما حدث لرهام توقعنا أن يحدث ما هو أكثر وأهم من خبر أو إشاعة الآيباد.. توقعنا أن يخرج الوزير على الشاشة ويتأسف لأهلها ولنا ويعلن أنه تمت معاقبة فلان وفلان من أركان الوزارة والمنطقة الطبية التي تتبعها بهذا العقاب الصارم أو ذاك.. ليس أقل من الفصل والتعويض الكبير لها ولأسرتها، مع أن حياة أحد من أولادنا يا معالي الوزير لا تعوض بملء وزارتك دراهم. @ma_alosaimi