في عالمنا هناك أناس لا يعرفون المستحيل ينظرون إلى الحياة بمنظور مختلف مليء بالطموح ومكلل بالنجاحات والإبداعات وتنمية الاختراعات، فكم منا سار في طريق مظلم ووصل إلى طريق النجاح، وكم منا لا يستسلم لأي معوقات تواجهه، فبالإرادة والعزيمة نستطيع أن نتغلب على ما يعوقنا، فمن هؤلاء الأشخاص الأخوان «شذى وراكان» لم يوليا لإعاقتهما أي اهتمام بل أبدعا ومارسا مهنهما، ولم يتوقفا عند هذا الحد بل ظلا بطموحاتهما يبتكران، وساعدهما في ذلك والدهما في تنمية إبداعاتهما وأعمالهما ودعمهما بكل ما يحتاجانه لمستقبل باهر ينتظرهما. شذى شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعمل كمدخلة بيانات في قسم السجلات الطبية بمستشفى الدكتور سليمان فقيه وهي تحمل شهادة المرحلة المتوسطة، تقول ل«عكاط»: في البداية واجهت صعوبات من المجتمع كوني فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة ونظرة الشفقة والرحمة في أعينهم، ولكن مع مرور الأيام بدأت المضايقات تتلاشى شيئا فشيئا بسبب تداخلي معهم وإثبات وجودي.وعن هوايتها قالت: أهوي صناعة الشموع في المنزل وأطمح بأن أفتح مصنعاً للشمع السعودي نظرا لأني أرى أنه من الضروري أن لا يخلو أي منزل من الشموع وذلك لأنها في حال لا سمح الله انقطعت الكهرباء تكون الشموع جاهزة، وأتمنى بأن يتقبل المجتمع أعمالي بكل رحابة صدر لأن فكرتي جديدة ومبتكرة. أما أخوها الشاب الطموح راكان وهو أيضاً شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة فيعمل على تنمية موهبته من المنزل في «مجال الطباعة والتصاميم» يقول: درست حتى الصف الخامس الابتدائي ومن ثم توقفت عن الدراسة بسبب ألم أصابني في العمود الفقري، لكن ولله الحمد لم أيأس في يوم من الأيام لأن ثقتي بربي تجعلني أتغلب على اليأس، وبدأت بممارسة عمل الطباعة على المخدات والتيشيرتات بتصاميم عصرية فريدة بالمجتمع العربي والغربي والرسم عليها من عام 2007 كمبتدئ على الفوتوشوب، وتأقلمت مع هذه الوظيفة بشكل تام لأن أهلي يوفرون لي كل سبل الراحة في المنزل وخارج المنزل وأمارس حياتي بشكل طبيعي، وأطمح بأن أمتلك شركة خاصة للتصميم والطباعة. وعن تقبل المجتمع لأعماله قال راكان: في البداية عانيت كثيراً من الانتقادات، لكن لم أجعل ذلك يؤثر بي سلباً وازداد إصراري وعزيمتي وكافحت حتى أتقنت فن الرسم الرقمي والتصميم، وأيضاً في بدايتي كان أول زبون أفادني بانتقادات بناءة أفادتني كثيراً بالمستقبل. أما والدهما عبدالعزيز كردي فيقول: ساندت أبنائي بالدعم المادي والمعنوي وتشجيعهم وتوفير أفضل الأجواء لمساعدتهم في ذلك والأهم من ذلك هو دعاء الوالدين، ومن المصاعب التي واجهتنا هي نقص الأيدي العاملة التي تساعد ابنائي في أعمالهم وتوفير محل خاص يعرضون فيه أعمالهم. إلى ذلك أوجه رسالة لكل الشباب بأن يأخذوا بعين الاعتبار قصة ابني وأن يجتهدوا لمستقبلهم وأن الفرصة متاحة للجميع من العلم والابتعاث من حكومتنا.