الشلل الرباعي أو شلل الأطراف الأربعة يعد من أصعب أنواع الإعاقات الجسدية التي يمكن ان تؤثر على الفرد تأثيرا سلبيا وتقعده عاجزا لا طموح له، لكن هناك أشخاص يستحقون بالفعل لقب متحدين الإعاقة، حيث حولوا إعاقتهم دافعا لنجاحهم وتميزهم، ومن تلك النماذج الزميلة الشابة شذى الحربي الطالبة في السنة الرابعة والأخيرة في قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز وخريجة الدفعة الأولى على مستوى المملكة لقسم الإعلام للطالبات. "المدينة" التقت شذى لتتعرف على تجربتها وعوامل نجاحها. شذى عوض الله الحربي ابنة ال24عاما، شابة طموحة ومتفوقة، حيث لم تمنعها إصابتها بهذا الشلل الذي صاحبها منذ الولادة وأعاقها عن الحركة إلى أن أصبح عمرها 5 سنوات. ورغم ذلك لم يهمل ذووها في إدخالها مرحلتي الروضة والتمهيدي لدمجها في المجتمع، ومع الأطفال في مثل سنها، خصوصا بعدما رأوها تتميز بالذكاء الفطري وقوة الشخصية، كما عرضوها على جميع المراكز المتخصصة داخل المملكة وخارجها مثل بريطانيا وألمانيا والهند وغيرها، فتطورت حالتها بفضل الله للتمكن من المشي والحركة اعتمادا على المشاية في البداية، حتى أصبحت تكتفي بشخص يمسك يدها. تتحدث شذى عن نفسها قائلة: الله سبحانه وتعالى هو أكبر داعم لي، حيث إني أجده دائما معي، وعلاقتي بالله رائعة جدا ولا أنسى دور والدتي الغالية التي أجدها دائما حولي وتجيب كل طلباتي وأيضا والدي الغالي، الذي يشهد كل من حولي بأني “حبيبة أبوها”، فلا أستطيع أن اصف دورهم وتأثيرهم في حياتي. وعن الدافع الحقيقي لها تؤكد شذى أن أكثر شيء يدفعني للمواصلة هو كرهي لإحساس العجز والحاجة لمساعدة الغير، هذا ما يدفعني للوصول لأعلى الدرجات حتى لا احتاج لمساعدة احد كما اطمح لان أتعافى وأكمل دراستي وأن أصبح كاتبة لها مؤلفاتها، وأحلم أيضا بأن أسافر حول العالم. أما عن فرصة دخولها إلى قسم الإعلام توضح شذى أن هذه الفرصة تعد أولى خطوات تحقيق ذاتي، والحلم الذي طالما حلمت به. وتضيف: المجال الإعلامي هو ما أتمنى الخوض فيه وبالذات العلاقات العامة والصحافة هما أكثر المجالات التي سأسعى بإذن الله إلى أن أتخصص بهما أكثر. وعندما سألنا شذى عن ما كان سيتغير في حياتها لو لم تكن معاقة، فأجابت بأنه لم يكن ليتغير شيء لأنني أفعل كل ما أريده وإعاقتي منحتني الإصرار والعزيمة دون أن تأخذ مني شيئا. ويتحدث والد شذى عوض الله الحربي أن ابنته تعد قدوة للكثير من حولها بايجابيتها وطموحها وذكائها الفطري حيث إنها منذ طفولتها لم تكن تفكر تفكير طفل بل كانت تخطط لمستقبلها وتهتم بدراستها كثيرا، لذا لم نخش عليها يوما من الأيام من أن تكون سلبية حتى في لحظات الضعف التي يمر بها أي شخص كنا نجدها هي من تقوي نفسها، فهي طبيبة نفسها وهذا يرجع لإيمانها القوي بالله سبحانه وتعالى. وهنا تؤكد والدتها الأستاذة خيرية الكريثي أنها بدت ترى الطموح يظهر في أعين ابنتها عندما أدخلتها الروضة واصفة شخصيتها بالهادئة جدا وإنها حريصة كل الحرص على أن تمضي أطول وقت ممكن في الدراسة لتتفوق وهذا ما جعلني اتفاءل بأنها ستصبح في يوم من الأيام في أفضل المناصب بإذن الله، وأتوقع أن تبرز في مجال الكتابة الأدبية حيث إن كتابتها رائعة مثل شخصيتها.