ما زالت ذكرى الأمطار ترسم ملامحها في بعض شوارع مدينة تبوك، وتتمثل هذه التداعيات في المياه الآسنة ذات اللون الأخضر والتي تكتم أنفاس السكان وتتحول إلى معامل لتفريخ الذباب والبعوض الذي يلهب الأجساد ليلا. وأجمع عدد من الأهالي على أن الكثير هجروا منازلهم مؤقتا نظرا للمياه التي تحولت إلى كابوس في الأحياء المتضررة، وفي الوقت نفسه، فإن الأمانة أكدت أن جهودها متواصلة لتجفيف البرك الآسنة. وفي هذا السياق، أوضح كل من محمد الزهراني وتركي العنزي من سكان حي قرطبة عن استغرابهم من انتشار المياه أمام منازلهم، مشيرين إلى أنها أصبحت مستنقعات تتوالد فيها جيوش البعوض والذباب والتي تغزو البيوت يوميا. وقال حسن مجرشي من سكان حي أبو سبعة «دور الأمانة لم يكن حاسما، إذ اكتفت بالرش وهو غير كاف لقتل يرقات البعوض والذباب ما أدى إلى استمرار الحال كما هو عليه رغم ما فيه من أذى نفسي وصحي علينا وعلى أسرنا». أما علي عبدالله وأحمد الشاطر وفهيم محمد من العاملين في المنطقة الصناعية فقد أبدوا استياءهم من تراكم كميات المياه مطالبين بسرعة إزالتها ورش المنطقة بالمواد المكافحة للبعوض والحشرات. أحمد الشامان يرى أنه يجب على أمانة المنطقة اتخاذ كافة التدابير الوقائية وإنهاء معاناة تلك الأحياء، معتبرا أن حالة الأذى من الروائح الكريهة والمخاطر الصحية من مستنقع المياه الراكدة المستمرة فضلا عن كون هذه المستنقعات تعد ملمحا غير حضاري فهو يشكل خطرا بيئيا يجب معالجته بشكل فوري. غير أن أمانة تبوك لها رأي آخر، إذ أوضح المتحدث الإعلامي للأمانة الدكتور رياض الغبان أنهم يعملون جاهدين على شفط تلك المياه والتخلص منها، مشيرا إلى أنهم تمكنوا من إزالة كميات كبيرة من تلك المياه في الأحياء الجنوبية. وأبان الدكتور الغبان أنهم يعملون على رش مياه الأمطار الراكدة بمادة الفالكون والدازينون المبيدة للبعوض. ورصدت جولة «عكاظ» مؤخرا تواجد كميات كبيرة من مياه الأمطار خصوصا في المنطقة الصناعية، وأمام مبنى إدارة تعليم تبوك، وفي حي قرطبة.