حمودي الكناني الروح تسقط على الورق. شجرة تنبت، جذورها تخترق طبقة صخرية.. تزهر.. تثمر. دور الأيتام تنوي جمع الثمر. البلدية تقطعها لاستعمالها حطبا لشواء أرصفة الطريق. شرفة الذكريات شذى الخطيب أحن إلى شرفة كنت أقف عليها صباحا ومساء، أترقب منها عودتك تمر من تحتها وتبقى واقفا لثوان تعدل هيئتك. أو تسقط منديلا أو تفتح دفترا. كانت لحظات كفيلة أن أتأملك، وأن تنظر إلي نظرات تشبع رغبات أشواقنا. لذلك العشق الأبدي الذي يسكني إليك ما زلت احتفظ به في جوانب روحي وبين عطوري وثيابي التي تزينتها لأجلك، وخماري الأبيض الذي كنت أضعه بحياء على رأسي. أشيحه قليلا عن وجهي حين أراك وأرمي إليك نظرات تعطر الهواء من نسمات روحي فتوصل إليك وتطبع في وجدانك وتتنهد صبابة. وتذهب مترددا وتمشي الهوينى خوفا أن يلمحني أو ينتبه علي أحد. أنزل مسرعة إلى الشارع بعد ذهابك والتقط رسالتك التي تركتها تحت قاع حجر. فاقفز عائدة إلى فراشي وافتح رسالتك خلسة. وأهيم بكل حرف كتبته. وتعود إلى بيتك بعد أن تلتقط رسالتي التي تركتها في أحد الشقوق فتخرجها وتهرول مسرعا إلى محرابك العلمي. وتهم بقراءة رسالتي وتنسى نفسك وكأنك في مجرة فضائية أخرى بعيدة عن عالم الضوضاء الذي نعيشه انا وأنت فقط. ذلك التاريخ يحمل المسرات العاشقة في قلوبنا تبقى أنت ذلك القلب الذي لم افتر يوما عن حبه وأنا أحمل طفلك بين ذراعي كلما زرت أهلي أتأمل تلك الشرفة التي كانت انطلاقة شرارة حبنا وما زالت مشعة تضيء قلوبنا نورا من روح حبنا الأزلي..