إلى زوجي الغالي.. أكتب إليك هذه الكلمات وقد امتزجت دموعي بحبر قلمي وهي تسطر نعي قلبي وذاتي وبقايا ذكرياتي.. لا تحتر طويلاً يا عزيزي، سأبوح لك عن سر حزني وألمي. فبعد سفرك ومضي عدة أيام، استيقظت ذات يوم على صوت رنين الهاتف الجوال، فنظرت اليه ووجدت رقماً غريباً، فلم ارد لأنني تعودت أن لا أرد على أي رقم غريب، ولكن الرنين استمر لبضع دقائق ثم وقف للحظات لأسمع بعدها صوت رنين الرسالة، فتحت الرسالة لأجد مكتوباً فيها: ردي بسرعة الآن أريدك ضروري.. أختك في الله.. «؟»، تعجبت كثيراً لأمر هذه الرسالة،، ياترى من هي صاحبة الرسالة وما الأمر الجلل الذي تريدني فيه. رن الهاتف مرة أخرى ولكن هذه المرة أجبت، وبعد التحية والسلام، قلت: عفواً من أنت؟ قالت : فاعلة خير، قلت لها: خير إن شاء الله!، قالت: يؤسفني أن أخبرك عن أمر قد يؤلمك ويؤرق منامك، قلت لها: تحدثي بسرعة قولي ما عندك قد أدخلتي الرعب إلى قلبي، قالت: زوجك! قلت والخوف يملأني: ماذا به؟ قالت : إنه على علاقة مع أختي الصغرى.. من شدة الصدمة لم أنبس ببنت شفة، وأخذت تسترسل في الحديث لتخبرني بكل ما كنت تقوله لأختها وعن علاقاتك السابقة وعن حبيبتك الرائعة التي تزوجت وقلت إنك لن تجد مثلها أبداً لأنها الأروع والأطيب وليس لها مثيل وهي الحب الأول والأخير، حتى لدرجة أنك كنت تخبر أختها عني وتقول لها: إنك تنوي الزواج بأخرى، وأنك تحبذ المكوث لفترة طويلة بعيداً عني فأنا لا أشغل حيزاً من تفكيرك أبداً،، أخذت تحكي وأنا صامتة مشدوهة ترتعد فرائصي غيظاً، كنت صامتة ليس رغبة مني في سماع ما تقوله، ولكن لأنني أحسست بأن لساني عقد ولم أعد أستطع تحريكه، وفجأة بدأت أتحرر من قيدي لأصرخ وأقول لها : كفى. أنت كاذبة، أنت مرسول شر من أحد الأشخاص الذين كانوا يتمنون الارتباط بي وعندما أصبحت بالنسبة إليه حلماً مستحيلاً دبر هذه المكيدة حتى يفرق بيني وبين زوجي ولكن هذا محال. وأخذت تدلي بالبراهين والأدلة التي تثبت صحة ماتقوله، حتى أنها أسمعتني صوتك وأنت تتحدث مع أختها، فهل هنالك أكبر برهاناً من ذلك؟! وعندما وجدت نفسي لا أحتمل سماع المزيد، أغلقت الهاتف في وجهها، لأجد نفسي أبحر في دموعي وأغوص في دوامة أفكاري وذكرياتي. منذ ذلك اليوم.. بل تلك اللحظة والحزن استعمر قلبي، والألم هز كياني، فأنت يا حبيبي لم تجرح إحساسي فقط، ولكنك جرحت كبريائي لتنزف عيناي الدمع، ليتك تعلم بأن دمعتي دمعة رجل. عزيزة.. لا يراها أحد ولا تنهمر إلا عندما يكون هنالك أمر يهز وجداني، على الرغم من رقة مشاعري ورهافة حسي لكن هذا هو طبعي، ضع نفسك مكاني لو للحظة ما الذي يا ترى كنت ستفلعه وما هو الشعور الذي سوف ينتابك؟! كظمت غيظي ولم أخبر حتى أهلي بشيء حتى تبقى في أعينهم ذلك الرجل المثالي الذي يستحقني بالفعل. الرجل الذي ينظرون اليه بعين الاحترام والتقدير، لا أريدك أن تسقط من نظرهم أبداً، منذ تلك اللحظة وأنا أتأمل هديتك اليتيمة والأسى يملأ كل أحاسيسي، لم لم خنت أطيب وأحن قلب في الوجود؟ صدقني لا أمتدح نفسي ولكنها الحقيقة، صدقني أنك ملكت قلباً يفيض بالحب والحنان، قلباً لا ينضب عن العطاء والوفاء، قلباً لم ولن يعرف سواك أبداً، أنت لم تعطني الفرصة لأعبر لك عن مشاعري وأثبت لك بأنني الأقدر على امتلاك فؤادك، وأنني الأمثل، صدقني إن علاقاتك السابقة مجرد نزوات عابرة لا تجني منها الخير ابداً صدقني مهما ابتعدت أو رحلت او استكنت لغيري، فمصيرك لي وستعرف في نهاية المطاف أنني البيت الآمن، والحضن الدافئ، والقلب الكبير، والاستقرار الحقيقي. زوجي الحبيب. في الختام أود أن اسألك سؤالاً وأتمنى منك الإجابة: هل تستطيع مثلما طعنت قلبي أن تداويه لتندمل ولو بعض جروحه؟! ولدي سؤال آخر وأتمنى من نفسي الإجابة: هل استطيع ان أصفح عنك لتعود في نظري كما كنت في السابق، ذلك الرجل النبيل والمميز والكفؤ الذي رفضت الكثير لأوافق عليه.. الرجل الذي رسمت خارطة حياتي معه. خارطة مليئة بالسعادة، وتنازلت عن أمور كثيرة وأجلتها إلى أجل غير مسمى من أجلك؟ هل أستطيع؟! مع تحيات زوجتك الحزينة اللهم أغننا بحلالك عن حرامك