استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية في محيط عدد من المطارات في محافظة حلب في شمال سوريا امس، في ظل استمرار انسداد افق الحل السياسي للنزاع المستمر منذ 23 شهرا. وأكد أمين عام الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية مصطفى الصباغ في تصريح ل«عكاظ» أن حرب المطارات التي يخوضها الجيش الحر في حلب وكذلك المعارك الدائرة في ريف دمشق، تضيق الخناق على الاسد ونظامه المراوغ وغير القابل للتفاوض، مشددا على أن الحل السياسي يجب أن يترافق مع ارتفاع العمليات العسكرية. وأضاف أن الائتلاف على دراية ومتابعة تامة مع قيادة أركان الجيش الحر بكل تفاصيل المعارك على الأرض، مبينا أن الائتلاف يعمل بالتنسيق مع قيادة أركان الجيش الحر من أجل توفير الدعم العسكري والإغاثي للاجئين، مؤكدا أن النظام يقترب من السقوط. وأوضح الصباغ أحد الشخصيات النافذة في الائتلاف، أن النظام غير قابل للتفاوض، وبالتالي لا بديل سوى القوة لإزالته، مشيرا إلى أن قيادة الائتلاف لديها مؤشرات جديدة على تهاوي سلطة النظام حتى في داخل العاصمة دمشق. واستبعد أن يخلق سقوط نظام الأسد حالة من الفوضى، منتقدا التساؤلات التي تتحدث عن بديل الأسد، مجيبا أن الائتلاف لديه خطة كامة ومحكمة وضعها لملء الفراغ في مرحلة ما بعد الأسد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس عن «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب، وأخرى في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له». وأشار الى قصف عنيف من القوات النظامية يتعرض له محيط مطار كويرس يستخدم فيه الطيران الحربي. وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 170 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري. وفي السياق نفسه، دعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان امس من ابو ظبي الى تحرك في سوريا التي تدميها الحرب، لتشجيع القيام بعملية انتقالية من دون الرئيس بشار الاسد. وفي بروكسل، يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماع يعقدونه غدا في احتمال تجديد العقوبات الاوروبية على سوريا التي ينتهي مفعولها في نهاية هذا الشهر. ومن جهتها، طالبت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي امس مجلس الامن الدولي بإحالة الرئيس السوري بشار الاسد امس الى المحكمة الجنائية الدولية والتحقيق في ما يتعلق بارتكابه ونظامه جرائم حرب، ودعت المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراء فوري بما في ذلك امكانية التدخل العسكري. وكررت بيلاي دعوتها باحالة الرئيس السوري الى المحكمة الجنائية الدولية بسبب ما تقترفه قواته في الحرب الاهلية التي تقول الاممالمتحدة انها حصدت أرواح ما لا يقل عن 70 ألف شخص خلال 22 شهرا من القتال. وأضافت «هذه هي الدعوة القوية التي اطلقتها قبل 18 شهرا، استنادا الى الادلة قلت ان قوات الرئيس الاسد وقواته الامنية وجماعات اخرى متحالفة معه ترتكب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في سوريا». وتابعت: أفعال الاسد دليل على ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ضد شعبه.