حينما يمر الإنسان ببعض الظروف الصحية التي قد تؤدي إلى إلزامه المنزل، فإنه يتجه إلى طريق ربما يوصله للنجاح، حسين سلمان «أبو عبدالرحمن» الذي أقعد عن العمل بموجب حالته الصحية، التي تستوجب عدم صلاحيته للعمل قبل قرابة العشرة أعوام تولد لديه من الفراغ هواية الميكانيكا والكهرباء ما دفعه إلى تحويل منزله ومجلسه الخاص إلى مكائن سيارات ومعدات إصلاح الأدوات الكهربائية. ويشير أبو عبدالرحمن إلى أنه بعد أن أجبر على التقاعد المبكر من عمله جراء حالته الصحية وبعد أن تحسنت حالته تولد لديه الفراغ، ورغبته في زيادة المعاش التقاعدي ما دفعه إلى أن يبحث عن عمل بديل يشغل وقته ويحسن من دخله التقاعدي الشهري الذي لا يكاد يفي سوى إيجار منزله ومصاريف علاجه، فعادت به الذاكرة إلى هوايات الماضي في العمل الميكانيكي والكهربائي وأعمال النجارة وإصلاح إلكترونيات، وبدأ يمارس هذه الهوايات ويتقنها، حتى أصبح يستطيع فتح مكائن السيارة وشراء قطع الغيار لها وإصلاحها وعمل التوصيلات الكهربائية لها، ولم يقف الأمر به عند هذا الحد بل أصبح يعلم أبناءه هذه الهوايات التي تولدت فيه، حيث منها الفائدة له في منزله ومركبته أولا ثم كونه يصبح عضوا فعالا منتجا في مجتمعه بعد أن أحبط في عمله بسبب معاناته من مرضه. وعن المصاعب التي تواجهه قال «لا توجد أية جهة معينة تدعم أفكاري ومشاريعي التي أمتلكها وبالأخص في مجال الميكانيكا التي أصبحت أقضي فيها أكثر من 12 ساعة متواصلة في اليوم، متخذا من مجلسي الخاص في منزلي بمحافظة خميس مشيط مكانا لها، حتى نلت إعجاب الكثيرين ممن يأتون لزيارتي، حيث أعجبوا بفضل من الله بقدرتي على التخلص من المرض وإنهاء الفراغ بالعمل»، مبينا أنه لم يستسلم لمرضه وعجزه. ويتمنى أن يجد الجهة الداعمة لهذه الأفكار والمشاريع والمواهب التي يريد أن ينميها، ولكنه لم يجد من يشجعه ويدعمه ماليا في هذا المجال، حيث مرتبه التقاعدي وكل ما يحصل عليه من أموال يذهب بها لشراء مستلزمات ومعدات هذه الهواية التي بالنسبة له هي كل شيء في حياته، يقضي فيها جل وقته طوال اليوم وحتى إجازات الأعياد والعطل المدرسية، لا يبتعد كثيرا عن منزله الذي حوله إلى متحف من الأدوات والمعدات لممارسة هواياته المتعددة.