بعض مسؤولي الأجهزة الخدمية الحكومية لديهم حساسية مفرطة من النقد، حتى عندما يتناول النقد أخطاء بينة أو سلبيات واضحة في أداء إداراتهم، أمثال هذا إما أنهم يفتقرون للثقة بالنفس أو الأهلية لتحقيق النجاح وفي كلتا الحالتين الخاسر هو الوظيفة العامة ! قلت لأحدهم مرة بعد أن أثقل علي باتهام شخصنة النقد: يا أخي أجلس في بيتك لترى إن كان أحد ينتقدك أو حتى يتذكر وجودك في الحياة ! فأمثاله يظنون أنهم محور الكون، وأن الكراسي صممت على مقاسهم، وأنهم خلقوا للمسؤولية وخلقت لهم، وأن لا غنى للوطن عن قدراتهم الخارقة ومؤهلاتهم المذهلة وأفكارهم الباهرة، لكن الحقيقة هي أن الوطن لو سلم منهم لكان حاله أفضل ومستقبله أضمن ! ليدرك كل من جلس على كرسي الوظيفة أن علاقته بالمجتمع علاقة عطاء وتقييم ومحاسبة، لأنه لم يرث كرسيا خاصا أو يدير شركة خاصة، بل كلف بخدمة المجتمع وحمل مسؤولية عامة لخدمة العامة، وإذا نال وجاهة من ورائها فإنها وجاهة لو أدرك يزينها النجاح ويشوهها الفشل! فليتوقف البعض عن تحسس البطحاء التي على رأسه ولينشغل بمطاردة النجاح قدر انشغاله بمطاردة النقد، فالضمانة الوحيدة ضد النقد هي النجاح !. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة