أكاد أجزم وقد يتفق معي الكثيرون ان هناك مشكلة في تقدير أهمية «الوظيفة» والدور الذي يجب ان يؤديه الموظف لخدمة المراجعين.. فهذا حال بعض موظفينا للأسف متوغل في البيروقراطية والتأخر والتأخير وتكييف النظام على مقاس ما يقدمه المراجع من واسطة أو معرفة أو لسان سليط النظام الذي يطبقه الموظف «مطاطي» بشكل عجين (عجيب!!) فالمعاملة التي من الممكن ان تنجز في ظرف يوم (أو ظرفين!!) أو يومين قد تأخذ في الملفات والمكاتب والأدراج قسطاً من الراحة فيتم إنجازها في شهرين وكل ذلك بسبب ظروف الموظف وليست ظروف المراجع. تنبع المشكلة من وجود تصور لدى عدد كبير من الموظفين عن طبيعة الدور الذي يجب ان يقوموا به لخدمة المراجع.. فهناك من يظن أنه يمن على المراجعين وله الحق في ذلك لأنه يقوم بعمل خارق ويقدم خدمة على طبق من ذهب للمراجع ولكن لو نظر إلى المسألة بصورة مختلفة سيجد ان ما يقوم به مجرد أمر عادي تفرضه عليه الوظيفة التي يشغلها ويستلم من ورائها رواتبه ومكافآته. وعليه فالمراجع هو الذي قد يملك الحق في «المنة» على الموظف الذي لم يتربع على كرسي الوظيفة الا لوجود حاجات لدى المراجعين لابد من توفيرها. ثقافة الوظيفة التي تقدم خدمة المراجع على راحة الموظف هي ما نريد حتى نسعد بأجواء إيجابية في المؤسسات الحكومية تلغي ظاهرة (راجعنا بكرة)!! إلى الأبد.