سألني أحد القراء محتجا: لماذا مرت حتى الآن عشرة أيام على الكارثة ولم نسمع أن مسؤولا في جدة قدم استقالته؟! هذا القارئ المسكين يبدو أنه يتابع كثيرا الأحداث في دول العالم الأول، ويشاهد في نشرات الأخبار أنباء استقالات المسؤولين الأجانب عند وقوع الكوارث أو الفشل في الوفاء بالمسؤوليات، وفات عليه أن قاموس المسؤول عندنا على وفرة كلماته لا يحوي كلمة استقالة، بل إنهم عندما يقيلونه أو يحيلونه إلى التقاعد يدفعونه بكرسيه الملتصق به بالغراء دفعا إلى خارج مكتبه، ورغم ذلك فإنه يبقى ملتصقا به في بيته لعل وعسى أن يأتيه ذات يوم اتصال هاتفي يعيده إلى العمل ولو من نافذة التعاقد بعد الخروج من باب التقاعد !! في العالم المتقدم حيث الوظيفة العامة مسؤولية لا وجاهة، ينظر المسؤول منذ اليوم الأول لدخول مكتبه إلى اليوم الذي سيغادره فيه، و الأثر الذي سيخلفه، ولا يتعامل مع الكرسي الذي يجلس عليه أكثر من أنه أمانة مؤقتة سيسلمها لمن بعده، أما عندنا فالمسؤول عندما يدخل إلى مكتبه لأول مرة يظن أنه يدخل إلى حجرة من حجرات بيته الخاص الذي لن يخرج منه إلا إلى بيت أوسع أو إلى قبره !! في الدول المتقدمة عندما يعين المسؤول الجديد في وظيفته فإن أول ما يفعله هو التفكير بمسؤولياته وفرص نجاحه، أما عندنا فأول ما يفكر فيه هو شراء «بشت» جديد وعلبة غراء «سوبر قلو» !! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة