في حفل زفاف (البارحة) قابلت قالب ثلج يرتدي «بشتا»، كان «البشت» يصارع للم أطراف الغرور والتعالي والصلف الذي يتناثر من صاحبه، أما بروده فقد شعر به كل من صافحه قبل حتى أن يلامسه! كانت المناسبة تعج بالمسؤولين والوجهاء الذين يفوقون صاحبنا مكانة ووجاهة، لكن المناصب أحيانا كالثياب الوسيعة «تخب» على أصحابها، كما أن افتقاد ذكاء التواضع في المناسبات الاجتماعية، حتى ولو كان تصنعا، نابع من افتقاد ذكاء العمل! الغرور الوحيد المقبول هو غرور النجاح والإنجاز، ومن كان ذلك مصدر غروره حق له أن يكون مغرورا، أما من كان يستمد غروره من معين وجاهة وظيفته الرفيعة، فإن الغرور دوار كالكرسي تماما، وسيأتي اليوم طال الزمان أو قصر الذي ينضب معينه! عندما أحضر مثل هذه المناسبات، ونادرا ما أفعل، أستمتع بتأمل الفرق بين بعض المسؤولين الحاليين والمسؤولين السابقين.. تجد المسؤول الحالي متسمرا في صدر القاعة ينتظر من يتقدم للسلام عليه، ويحسب حساب كل حركة يقوم بها، أما المسؤول السابق فتجده يمخر عباب القاعة في كل اتجاه؛ بحثا عمن يسلم عليه، طبعا، وحدهم المتواضعون النبلاء والناجحون لا يتغيرون قبل وأثناء وبعد الوظيفة؛ لأن معادنهم أصيلة، وكذلك مكانتهم في نفوس الناس لا تتغير؛ لأن مشاعرهم لا تذوب كقوالب الثلج! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة