في سن مبكرة.. تزوجها.. ابنة السادسة عشرة وهو ابن الثامنة عشرة.. أكمل الثانوية في عام زفافه.. وأكملت الإعدادية في يوم زفافها.. قررا الرحيل خارج القرية إلى المدينة الكبيرة ولا يملك غير القليل.. القليل.. استقرا.. واظبت على دراستها.. وواظب على العمل.. فتح بسطة بليلة في وسط المدينة.. تساعده في التحضير.. وهو يتعلم أكثر وأكثر.. انتقل من البسطة الصغيرة إلى محل صغير (دكان) بجوار المكان.. وأصبح الإقبال عليه أكثر.. لحاجته للمساعدة أشرك من يساعده ثم اثنان ثم ثلاثة.. ولايزال العمل مستمرا والإقبال أكثر.. أتمت دراستها الثانوية.. تدرس وتساعد.. التحقت بالجامعة.. ولايزال صاحبنا يكافح ولم يستطع أن يلبي رجاءها في أن يتعلم.. فتح محلا آخر في حي آخر.. وزاد دخله.. فتح محلا جديدا.. وهكذا حتى أصبح عنده خمسون فرعا.. ويعمل معه 300 موظف.. يركض ليلا ونهارا.. عمل بجد ونشاط وأمانة وإتقان.. أنهت دراستها الجامعية والتحقت كمعيدة.. ثم أنهت الماجستير.. وصاحبنا يزداد ثروة وتزداد علما.. لاتزال تساعده وتعاونه.. لم يكن ذاك المشوار فاقدا لتأهيل الأبناء وتعليمهم ورعايتهم.. فالكل يعرف واجبه تماما.. حياة جميلة ممتعة.. كفاح مستمر.. وعلم مستمر.. وثروة مستمرة من عمل شريف.. كبر الأبناء.. وانطلقوا في دراستهم.. وتزوجوا وأنجبوا.. وأكملوا دراساتهم.. فالكل يحمل شهادة جامعية.. اجتمع الثلاثة الأبناء مع أمهم وأبيهم ليعرفوا كيف يمكن للجميع أن يحسن دخله ولا يعتمد على دخولاتهم من وظائفهم التي تحتاج الدعم المستمر من الأب الكريم والأم الحنون.. واتفق الجميع على أن يفتحوا محلات بليلة في المدن الأخرى البعيدة.. ونجحت البليلة.. وأصبحت الأسرة أغنياء من البليلة.. وسيتوارث ذلك أبناؤهم.. ورفعوا شعار.. علموهم وخلوهم يبيعوا بليلة.. نصحوه بأن يفتح أعمالا جديدة.. تليق بثروته التي أصبحت ظاهرة للعيان.. وأصبح أبناؤه كل منهم فارساً في مدينته التي يعمل بها.. قال لهم من بورك له في شيء فليلزم.. قالوا له واقترحوا وكل منهم ينصح.. وهو يردد من بورك له في شيء فليلزم.. وأخيرا.. قال في مجلسه من أراد كل شيء أضاع كل شيء.. وقال الأبناء: صنعة أبوك لا يغلبوك.. فاكس: 6514860 [email protected]