يقف النجم الهلالي الموهوب نواف العابد على منصة المحاكمة، بعد أن أثار انخفاض مستواه وغيابه المتكرر عن التشكيل الأساسي التساؤلات، لدرجة شكك فيها المدربون الوطنيون في قدرته على الاستمرار واستعادة مستواه السابق. ويواجه العابد في محاكمة اليوم نخبة من الخبراء الرياضيين الذين شخصوا مستواه في الفترة الاخيرة وواجهوه بجملة من الانتقادات حول مسوغات هذا التراجع والمصير المتوقع له في حال بقي الوضع كما هو عليه حاليا، إذ اعتبروا الاهمال والسهر وأضواء الشهرة عوامل من شأنها أن تنهي تاريخ الرياضي مبكرا ما لم يفطن لخطرها ويستوعب الامر على النحو الذي يجب. وصف المدرب الوطني علي كميخ العابد بأنه من ابرز المواهب التي ظهرت في المواسم الأخيرة من خلال ما يمتلكه من مهارات تمكن بها من شق طريقه وتسجيل حضوره لتمثيل الفريق الهلالي الاول والانضمام للمنتخب السعودي، وقال يمتلك نواف الثقة بالنفس ويمتاز بصناعة اللعب ولديه الحلول داخل الميدان ولكنه تعرض مؤخرا لهبوط حاد في مستواه لعدة عوامل قد يكون تغيير المدربين احد الأسباب التي قللت من حضوره كما كان في السابق، يضاف لذلك ومن وجهة نظر خاصة ان نواف يعاني من عدم جديته في أداء التمارين فأصبح بالتالي معرضا للإصابات المتكررة التي جعلته خارج حسابات المدربين، وأكد كميخ على إمكانية نواف للعودة وان الفرصة لا زالت قائمة لديه خاصة انه لاعب صغير وموهوب، كما عليه ان يجاهد لإكمال النواقص التي قد تؤثر على عطائه والتي تتمثل في عدم إجادته اللعب بالقدم اليمنى والألعاب الرأسية وعليه ان يعي جيدا ان ما يحققه ماديا لن يتكرر له في المواسم القادمة دون ان يكون هناك عمل وجدية منه ومن غيره من المواهب للمحافظة على توهجهم ويجبر الأندية على رفع عقودهم. وهج النجومية يشخص المدرب الوطني الكابتن بندر الجعيثن مشكلة العابد بأنها امتداد لمشكلات اللاعبين الشباب الذين يقاتلون بحثا عن الشهرة والأموال وعندما تتحقق لهم يتجهون لعدم الاهتمام بأنفسهم والاتجاه لأمور سلبية تجرهم لها، فتتسبب في سرعة أفول نجوميتهم واختفائهم ، فنواف يحتاج للتوجيه من أشخاص لهم خبرتهم في المجال الفني والإداري بما يحفظ موهبته . واستطرد الجعيثن بقوله «بلا شك فإن نواف يمتلك موهبة قادر بها على خدمة ناديه والمنتخب السعودي متى ما منح نفسه الاهتمام الكافي وسعى لتطوير مستواه وعدم هضم حق نفسه وعمل على العودة لمستوياته السابقة فهو قادر على ان يحقق من النجومية ما يصبو إليه ويتأمله فيه كل محب للكرة السعودية فعليه ان يدرك انه يمثل فريقا كبيرا بحجم الهلال القادر على إيجاد أكثر من نواف بعدم اعتماده على لاعب بعينه فعليه ان يستفيد ممن سبقه في هذا المجال ويأخذ العبرة من لاعبين برزوا بسرعة وكان اندثارهم أسرع من بروزهم فنسيتهم الجماهير ونسيهم الإعلام ، فنواف يظل خصيم نفسه والمسؤول عن غيابه وبداية أفول نجمه». جمود الطموح ويوافق مدرب فريق الكوكب الكروي الاول الكابتن سلطان خميس على ما جاء في ثنايا حديث الجعيثن ويضيف «للأمانة تابعت اللاعب نواف العابد في المراحل السنية لفريق الهلال وتنبأت بمستقبل مشرق له يفيد به فريقه والكرة السعودية وكان يستطيع بالعمل والمحافظة على نفسه ان يكون نجما يشار له بالبنان ولكنه وللأسف توقف طموحه عن حد معين ولم يسع لتطوير مستواه فانخفض أداؤه وكثر غيابه نتيجة للإصابات التي قد تأتي من خلل في اللاعب نفسه أو خلل في الأجهزة الفنية، وان كنت اذهب إلى ان الخلل يكمن في نفس نواف من خلال البيئة والأصدقاء المحيطين به وكان لهم دورهم في تغيير بوصلة اللاعب من الإبداع إلى الاكتفاء بما حققه». وأكد خميس على ضرورة متابعة الأندية للاعبيها خارج النادي ومحاسبتهم على كل تقصير منهم، وأضاف «المفروض ان يحاول نادي الهلال استعادة نواف من خلال عرض نماذج من اللاعبين كانوا نجوما واختفوا وتوضع له مقارنة بينهم وبين لاعبين استطاعوا المحافظة على مستوياتهم وحب الناس لهم رغم تقدمهم في السن واقرب مثال له عليه الاحتذاء بالنجم محمد الشلهوب». واختتم حديثه «نواف مطالب بأن يعمل للعودة لسابق مستوياته ويراجع حساباته فلديه الوقت لتحسين وضعه حتى لا تتكرر مأساة غيره من النجوم الذين خسرتهم الكرة السعودية». رفقة المصالح أما المدرب الوطني عبدالرحمن الحمدان فشدد على ان الأموال ليست السبب المباشر في انخفض عطاء اللاعبين السعوديين فهي حق مشروع لهم «على العابد ان يستثمرها الاستثمار الأمثل بما يحسن وضعه ووضع أسرته وتأمين مستقبله وعليه ان يعي ويستفيد ممن سبقه فعمر اللاعب قصير والسنوات تمضي فعليه ان ينتبه لنفسه ويهتم بانتقاء الأصدقاء المحيطين به الذين يدلونه على الطريق الصحيح فالأموال والشهرة ستجلب له أصدقاء المصالح وعليه وعلى غيره من اللاعبين الشباب مراعاة الله فيما منحه لهم من موهبة ودعمها بطاعة الوالدين وبرهما فبدعائهما يتحقق التوفيق». مراجعة حسابات من جانبه يؤكد المدرب الوطني سمير هلال ان نواف العابد بدأ بداية قوية نبأت المتابعين بقدوم موهبة كروية سيكون لها إضافة كبيرة على مستوى فريق الهلال والمنتخب السعودي ولكن نجمه بدأ يأفل لأسباب مختلفة قد تكون تكرر الإصابات من أهمها نظرا لامتلاكه ترسانة من المهارة والسرعة تجعله تحت أنظار المدافعين والملاحظ على أدائه في الآونة الأخيرة تحوله من لاعب يجب ان يتفرغ لأداء مهمته داخل الميدان إلى لاعب تطغى عليه العصبية غير المبررة. وحول تأثير الأموال على عطاء اللاعب السعودي ومنهم نواف العابد قال هلال «لا شك ان الأموال التي نالها اللاعبون في عصر الاحتراف أثرت على عطائهم وهو من بينهم حتى انه أصبح يشعر ان غيره من اللاعبين أقل منه عطاء نالوا عقودا ضخمة فاقت عقده فيتأثر بالتالي مستواه». واختتم حديثه بالقول نواف يمتلك كل مواصفات النجم فهو قادر على العودة القوية متى ما امتلك العزيمة والإصرار وهذا يتوقف على بحثه عن العودة وعدم اكتفائه بما حققه وان يأخذ اختياره الأخير لصفوف المنتخب رغم ابتعاده بداعي الإصابة كدافع معنوي وايجابي في مسيرته القادمة حتى يتمكن من استعادة مستواه الذي عرف به. الإهمال والسهر يعتبره المدرب الوطني يوسف عنبر من اللاعبين المميزين الذين يفترض أن يكون من صفوة الجيل الحالي للكرة السعودية لما يمتلكه من ترسانة مهارات استبشر المتابعون خيرا ببروزه على خارطة رياضتنا، وحتى لا نقسو كثيرا على نواف وهبوط مستواه الذي قد يكون بسبب ظروف الفريق الهلالي والبيئة المتوفرة في النادي من أجهزة فنية وإدارية فالمتابع يعي ان الفريق لم يظهر بمستواه المعروف وهذا بلا شك يؤثر على عطاء اللاعبين بشكل عام ونواف بشكل خاص فعندما يظهر الهلال بمستواه فبالتأكيد سيظهر نواف كموهبة ننتظر منها الكثير . واستطرد عنبر «ما يستغرب حقيقة على نواف في الآونة الأخيرة تكرر إصاباته التي قد تكون بسبب سوء تغذية أو سهر فبلاشك ان البيئة المحيطة به تؤثر عليه وهذا ما يجب ان يضعه نصب عينيه فهو لاعب صغير السن لم يعد ملك نفسه بل هو ملك محبيه الذين يتابعونه لعطائه». وعن الأموال ومدى تأثيرها على طموح اللاعبين قال عنبر «ربما تعد الأموال الكبيرة التي يتحصل عليها اللاعب السعودي سببا في توقف طموحه ولكن عليه ان يغير نظرته نحو الاحتراف الذي يعد مهنته فيسعى لاستثمار هذه الأموال بشكل ايجابي بما يؤمن مستقبله ويعود عليه بالنفع وهذه مسؤولية تقع على الوالدين اللذين يهمهما مستقبل ابنهما بتوجيه النصح إليه وحثه على الابتعاد عن مواقع الزلل».