حباه الله موهبة فطرية أسطورية، ومهارة فنية عالية، وغريزة تهديفية التهمت الأخضر واليابس من شباك الحراس، فرغم قصر قامته إلا أنه كان مارداً في إحراز الأهداف الصعبة في عرائن الفرق العتيدة حتى صار نجماً من نجوم الكرة السعودية ذوي الشهرة والأضواء.. إنه خالد قهوجي موسيقار العزف الكروي بالنادي الأهلي والمنتخب الوطني السابق ونجم الربيع الحالي.. توغلنا بداخله بعد فترة طويلة من الصدى الإعلامي وابتعاده عن الأضواء فكشف لنا عن حقائق عديدة في مشواره الكروي مع الراقي والعميد والأخضر، وكذلك سر ابتعاده عن الكرة وعودته مرة أخرى، ورأيه في الأندية السعودية وناديه الحالي وفرصته في البقاء وأشياء أخرى، فإلى حوارنا معه. أليس غريباً على لاعب شهير مثلك أن يترك النجومية والأضواء ويلعب بالدرجة الثانية؟ ظروفي الصعبة التي مررت بها كانت سبباً في اتخاذ قرار انضمامي للربيع الموسم الماضي بالدرجة الثانية وهو شيء قد يبدو غريباً للبعض ولكنه ليس كارثة فلاعب الكرة المحترف لا يفرق بين ناد كبير أو صغير، أهم ما يجب أن يفكر فيه اللاعب ماذا صنع هو للنادي الذي يلعب باسمه من إنجازات أو انتصارات. وما الظروف الصعبة التي تسببت في انتقالك لنادي الربيع؟ وفاة والدي - رحمة الله عليه - أجبرتني على ترك نادي الاتحاد والابتعاد لفترة طويلة عن المستطيل لأخضر نظراً لحجم المسؤولية التي ألقيت على كاهلي بعد رحيل الوالد الذي كنت أعتبره كل شيء بالنسبة لي فلم أفق من تلك الحالة النفسية إلا مع كلمات رئيس نادي الربيع أحمد البعداني الذي اقنعني بضرورة العودة والانضمام للربيع، فرحبت بالعرض تقديراً للبعداني وحسن معاملته وتقديره لي وتفهمه الشديد لنفسيتي ومعنوياتي فأعاد اكتشافي من جديد. ولماذا الربيع بالذات رغم شهرتك الكبيرة؟ اخترت الربيع لأن رئيسه رجل فاهم وصاحب خبرة كبيرة وهو جاد جداً ويعمل لمصلحة ناديه، وأيضاً لقربي من الأسرة في جدة، ولأنني لا أهوى المجازفة باللعب لناد آخر لابتعادي لفترة طويلة عقب وفاة الوالد. هل ترى أنك أضفت جديداً لنادي الربيع بعد انضمامك له؟ بالتأكيد كنت إضافة قوية لفريقي فأنا لم أقصر في واجبي تجاه النادي وكنت أحد اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق حلم الصعود للدرجة الأولى في الموسم الماضي بعد غيبة طويلة وظهرت بمستوى طيب أقنع الجميع، وشاركت أيضاً في صنع وإحراز الأهداف المؤثرة للفريق. والآن وبعد الهزيمة الثالثة بدوري ركاء كيف يبدو الربيع في عينيك؟ أعترف أن الربيع يمر بظروف صعبة للغاية بعد احتلاله المركز الأخير بدوري ركاء بالهزيمة من أبها والجيل والنجمة، ولكن كلي ثقة في لاعبي الفريق وقدرتهم الفائقة على تخطي المحنة بشرط أن يستقر الجهاز الفني للفريق ويسود الانسجام بين اللاعبين في ظل دعم مجلس الإدارة للفريق وعدم تقصيره خاصة في النواحي المادية. في رأيك كيف ترى مستقبل الربيع في دوري ركاء؟ لن يهبط الربيع للدرجة الثانية لأن الفرصة أمامه ما زالت قائمة والمشوار ما زال طويلاً وكم من أندية انهارت في بداية مشوارها ثم صمدت وعادت من جديد بل صعدت إلى الممتاز والدليل على ذلك نادي الشعلة الذي هزم في 5 مباريات متتالية في بداية الموسم الماضي ولكنه استرد عافيته وصمم على البقاء فكافأه الله بالصعود لزين. وما الذي يجعلك واثقاً من البقاء في الدوري؟ فعلاً أنا واثق من البقاء لأن الفريق يضم بين صفوفه لاعبين كبار لعبوا لأندية معروفة صقلت خبراتهم وتعلموا منها مواجهة مثل هذه الظروف والأزمات مثل مرزوق العتيبي وعلي عبدلي وخالد الحازمي وهؤلاء نجوم يمتلكون امكانيات جيدة تؤهلهم للأخذ بيد الربيع وتعديل مساره. لعبت بالدوري الممتاز وأخيراً الثانية والثالثة فما الفرق بين زين وركاء؟ المقارنة بين دوري زين وركاء ظالمة للأخير لأنها تصب في صالح دوري زين فالفارق شاسع بينهما من حيث الاهتمام الإعلامي ونوعية خبرات اللاعبين والإقبال الجماهيري واهتمام اتحاد الكرة ومسؤولي رعاية الشباب موجه بشكل كبير ومباشر لدوري الكبار لأنه عنوان المملكة بالخارج وبه تطرق الأندية السعودية الأبواب الآسيوية والقارية والعالمية.. أما الدرجة الأولى فهي تفتقد إلى كل ما يتمتع به دوري زين وخاصة الإقبال الجماهيري المنعدم تماماً. ما تقييمك لأداء لاعبي المنتخب الوطني ومدربه الهولندي؟ بصراحة أنا غير راض تماماً عن أداء لاعبي المنتخب الوطني في جميع المباريات السابقة التي خاضوها لأنهم يفتقدون الحس الفني والمهاري، وهم يختلفون جملة وتفصيلاً عن الجيل السابق.. أما الهولندي فرانك ريكارد مدرب المنتخب فهو مدرب عالمي له اسمه وتاريخه كلاعب ومدرب ولكنه سيئ الحظ وغير محظوظ بالمرة لأنه تولى تدريب المجموعة الحالية من اللاعبين ولو كان مديراً فنياً لنفس الفريق من 8 سنوات مضت لكان للأخضر شأن آخر. ماذا عن سيرتك الكروية الأولى؟ بدأت ناشئاً بالنادي الأهلي موسم 1413ه تحت قيادة المدرب يحيى عامر، ثم التحقت بالفريق الأول موسم 1414ه مع الكابتن أحمد الصغير واستمريت بالفريق الأول 12 موسماً تعلمت خلالها فنون الكرة على يد مدربين كبار أمثال البرازيلي زاناتا والأرجنتيني لوبيز ويوسف عنبر وأمين دابو. ومن أكثر المدربين تأثيراً في حياتك الكروية؟ زاناتا كان له تأثيره في مشواري الكروي لأنني تعلمت على يديه كيف اختار المكان السليم للتمركز داخل المستطيل الأخضر وتعلمت منه ردة الفعل والتحركات الجيدة بدون الكرة، وكيف أصبح هدافاً دون أن أكون مهاجماً. وماذا عن مشاركتك الدولية؟ انضممت للمنتخب الأولمبي عام 1414ه وشاركت معه في بطولة آسيا والتي أقيمت بالطائف، ثم تم اختياري لارتداء زي المنتخب الوطني الأول في كأس القارات عام 1419ه بالمكسيك وشاركت أساسياً في مباراتي مصر وأمريكا بجوار نخبة ممتازة من اللاعبين الأفذاذ أمثال مرزوق العتيبي ونواف التمياط وفهد السبيعي تحت قيادة المدرب التشيكي ماتشالا. ما قصة انضمامك لنادي الاتحاد؟ في الوقت الذي توهجت فيه نجوميتي وشهرتي بالنادي الأهلي وازدادت علاقتي قوة برئيس النادي الدكتور أيمن فاضل نجح بعض الحاقدين في الإيقاع بيننا فآثرت الابتعاد احتراماً لرئيس النادي الذي أكن له كل احترام وتقدير وهرباً من المشاكل، وجاءت مفاوضات رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي في وقتها ووافقت على طلبه بالانضمام للعميد لمدة موسمين كاملين. أي الفترات كانت الأفضل لك مع الأهلي أم الاتحاد؟ قضيت أجمل سنوات عمري بالنادي الأهلي لأنه كان البوابة الأولى لنيل شرف الانضمام للمنتخب الأول، فضلاً عن الشهرة والنجومية والأضواء التي تمتعت بها وعرفني الجمهور من خلاله وصرت نجماً يشار إليه بالبنان.. أما الفترة التي قضيتها في الاتحاد فلم تكن بنفس الراحة النفسية التي تمتعت بها في الأهلي ورغم ذلك نلت إعجاب المدرب الكرواتي إبفتش وكنت راضياً عن نفسي. أي فريق ترشحه للحصول على بطولة دوري زين الحالي؟ أعتقد أن هناك ثلاثة أندية تتصارع على نيل اللقب وهي الأهلي والاتحاد والهلال إلا أنني أرشح الهلال للفوز باللقب لثبات مستواه وخبرة لاعبيه وجماهيره الغفيرة. ما أفضل مباراة لعبتها وما زالت في ذاكرتك؟ مباراة الأهلي مع الصفاقسي التونسي في كأس البطولة العربية بتونس والتي انتهت بالتعادل 1/1 وأحرزت هدف التقدم لفريقي في الثواني الأولى من المباراة كأسرع هدف في تاريخ البطولات العربية. من المدافع الذي تخشاه وتعمل له ألف حساب؟ أنا والحمد لله لم أخش مدافعاً في حياتي لأنني كنت أعرف جيدا ً ماذا أفعل عند مواجهة أي مدافع، ولكني احترم خبرة كل من أسامة هوساوي وأحمد جميل وعبدالله الشريدة. وما أفضل هدف سجلته في حياتك؟ هدفي في مرمى محمد الدعيع في نهائي كأس الملك عبد العزيز موسم 1419ه والذي انتهى بفوز الهلال على الأهلي 2 /1. من أحسن لاعب سعودي؟ أسامة هوساوي ومن أفضل لاعب أجنبي بالدوري؟ البرازيلي كماتشو. ومن أحسن فريق؟ الشباب. ومن أحسن مدرب بالدوري السعودي؟ فتحي الجبال مدرب الفتح. ما الأمنية التي تتمنى تحقيقها؟ أن أنال ثقة مسؤولي الربيع وخاصة أحمد البعداني رئيس النادي الذي ساندني كثيراً ولا يزال ويوفقني المولى عز وجل في إخراج الفريق من كبوته التي يمر بها في هذه الفترة.