شماغ وخنجر وجمل نحاسي ولوحات فنية وعبارة (أهلا وسهلا) في مكتب بروفيسور أمريكي في جامعة هاواي بالولايات المتحدة.. الدكتور جي دي براون يحتفظ بهذا المشهد المنظوم منذ 30 عاما، حينما عاد إلى الجامعة قادما من المملكة، وانتقى منها معالم في حياة المجتمع السعودي، ليبقى مكتبه دلالة على تجربة واسعة في الصحراء والمدن، امتدت 4 أعوام. بدأت قصة براون، الذي يبرز اسمه في مجال إعداد مناهج تعليم اللغة الانجليزية، وصاحب ال25 مؤلفا في اللسانيات، عندما قدم إلى المملكة سنة 1981م، للعمل مشرفا على أساتذة اللغة الإنجليزية في شركة (أرامكو)، ضمن برنامج الشراكة العلمية بينها وجامعة فلوريدا، وظل فيها حتى نهاية 1985م، وكانت ختام رحلاته التعليمية، بعد أن خاض تجارب متعددة في دول آسيا وأوروبا، أستاذا في الجامعة أو متحدثا في مؤتمرات علمية. «عكاظ» زارت مكتبه في جامعة هاواي بقلب المحيط الهادي، وسألناه عن دواعي احتفاظه بهذه المقتنيات، فقال «أمضيت أجمل سنين عمري في المملكة، وما زلت احتفظ بذكريات خالدة في قلبي، رغم أنني عملت بها فترة قصيرة لكنني أعجبت بها كثيرا، ومع ذلك أتأسف دائما أنني لم أزرها منذ غادرت أرضها». وزاد «أكثر ما جذبني لحب المملكة، هو بساطة شعبها، وكرمهم، وتعاملهم السخي أكثر من كوني صديقا، بالإضافة إلى طبيعتها الصحراوية، وما تتميز به من هدوء مريح». وأشاد براون بما تشهده المملكة من حركة علمية متسارعة، خاصة ما يتصل ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وقال «عندما كنت أدرب معلمي اللغة الإنجليزية في أرامكو لم أشاهد معلما سعوديا واحدا، فجميعهم غير سعوديين، بينما الآن نلاحظ تزايد أعداد السعوديين الدارسين في الخارج، وتنامي الجامعات في الداخل، بما يصنع من الطلاب أعضاء فاعلين في مجتمعهم، وأدوات لدفع عجلة التنمية والتقدم في بلادهم». وأشار إلى ردات فعل المجتمع الأمريكي عندما يشاهدون «الشماغ» في مكتبه، وأكد أن الإعلام الغربي ساهم في تشويه الصورة الحسنة للإسلام والمسلمين، وخاصة السعوديين تحديدا، وأضاف «أؤكد للناس دائما أن من يسافر للمملكة والشرق الأوسط حتما سيفاجأ بواقع مغاير للصورة المترسبة في أذهان الكثيرين».