في وقتنا الحاضر ومع تطور الأساليب الحياتية وتعدد التغيرات التي طرأت على معظم مفاصل الحياة الاجتماعية والمناسبات، شهدت الاستعدادات التي تسبق ليلة زفاف العريسين تغيرات جذرية عما يماثلها من تفاصيل كانت قبل ثلاثة عقود في المجتمع المحلي، حيث يدخل العريسان في الثلاثين يوما التي تسبق ليلة العمر، في سباق ترتفع وتيرته بشكل تصاعدي حتى تصل ذروتها ليلة الفرح. وتبدأ أولى مراحلها باستعداد الزوج بمتابعة آخر التفاصيل كتوزيع بطاقات الدعوة للمدعوين، وإتمام ترتيبات وليمة العرس ومتابعة ما تبقى من شؤون تأثيث عش الزوجية والمستلزمات المتعلقة بذلك، إلى أن يصل يوم الزواج والذي يكون في الأغلب يوم الخميس ليلة الجمعة أو يوم الأربعاء، أو حسب موعد الحجز. بداية، يرى أحمد أبو زيد المحتفل حديثا بزواجه بجدة أن تجهيزات الزواج مرهقة جدا وتؤدي أحيانا إلى إصابة العريس بالتعب والإنهاك قبل الفرح بليلة، لأنه لا يأخذ وقتا كافيا لراحته في النوم، لكثرة الالتزامات عليه أهمها التجهيزات الخاصة بالحفل، ويزداد التوتر النفسي كلما اقترب أكثر موعد الزفاف، حيث يجهز العريس خلالها عش الزوجية ويقف على تفاصيل ليلة الفرح. وصباح يوم الحفل، يبدأ بالتحضير لمستلزماته الشخصية، وتكون بدايتها بشراء ملابس جديدة ثم حجز صالون الحلاقة وسيارة الزفاف ومحل الورد، بعدها حجز قاعة الاحتفال وآخرها مستلزمات عشاء ليلة العرس، وهكذا تبدأ خارطة طريق العريس في يوم الاحتفال بزواجه بالحجز وتنتهي بالزفة. من جهته، يقول نادر أحد العاملين في صالونات الحلاقة بجدة «إن حجوزات العرسان تسبق حفل الزفاف بأسبوع، ومعظم طلبات الشباب المقبل على الزفاف، تكون غالبا حمام زيت للشعر وحلاقة مخصصة للعرسان، وعمل تنظيف للبشرة وبخار». وعن المواقف الطريفة مع الأصدقاء ليلة الزفاف قال أحمد الجهني «متزوج حديثا» إنه طلب من أحد أصدقائه ترتيب حجز له ولعروسه على إحدى الرحلات لقضاء أول ليلة بأحد الفنادق بالمدينة المنورة، فأخبره أنه حجز له التذاكر، إلا أن العريسين قبل مغادرتهما صالة الأفراح بساعة، سأل العريس صديقه عن التذاكر ولكن أخبره بأن الرحلة ألغيت لأنه يجب شراء التذاكر قبل موعد الإقلاع ب24 ساعة، ما جعل العريس يصاب بحالة إرباك شديد وسط الأهل والأقارب.