أسعد عبده واصلي، أقدم مأذون شرعي في محافظة أبو عريش التابعة لمنطقة جازان، حيث قضى في هذه المهمة الشرعية 13 عاما عقد خلالها نحو 1400 زيجة، وطيلة هذه السنوات تعرض لمواقف عديدة من قبل أولياء أمور العرسان، حيث التقى بالعديد من الثقافات والتقاليد في المجتمع، وهو بجانب عمله كمأذون شرعي ل 100 قرية تقريبا جنوبي المحافظة، يعمل معلما في إحدى مدارس بالمحافظة. يقول المأذون واصلي: «إن لكل مجتمع طريقته الخاصة في تعاملهم تجاه الزواج»، مبينا أنه وفي إحدى المرات وقبل صدور القرار الجديد الذي جاء من وزارة العدل بمنع تزويج القاصرات إلا عن طريق المحكمة فقط. جاءه أب يريد تزويج ابنته القاصر والتي تبلغ من العمر 13 عاما من رجل عجوز عمره 60 عاما ما يعني أنه يكبرها ب 47 عاما، وأضاف: «حاولت تأجيل عقد القران من باب الحرص على الطفلة نظرا لصغر سنها مقارنة مع ذلك الرجل العجوز، وكذلك لعدم فهمها لأبعاد الزواج، إلا أن والدها كان مصرا إصرارا شديدا على إكمال الزواج وبسرعة، فتم الزواج بينهما بعد استغراب عدد من الأهالي والمجتمع الذين يعتبرونه أمرا غير مقبولا، ونظرا لعدم التوافق فقد تم الطلاق بينهما في فترة قصيرة من زواجهما». ويستطرد المأذون واصلي قائلا: «المواقف التي نتعرض لها في هذا المجال عديدة منها المحزن ومنها الفكاهي»، وزاد: «أذكر أنني وقفت على جمع رأسين بالحلال من أجل عقد الزواج بينهما فإذا بوالد العروسة يفاجئني والحاضرين بأخذ مهر ريال واحد فقط لا غير، ما أدهشني وأدهش الحاضرين جميعا، ووالد عروس آخر عقد قران ابنته مقابل 3 ريالات فقط لا غير».