استعرض المبتعثون في المملكة المتحدة العقبات التي تواجههم في رحلة الابتعاث، وناقشوا سبل تجاوز هذه المشكلات والعقبات، التي لخصوها في واقع المكافآت الشهرية، ومدى استيفائها الاحتياجات الأساسية، وحضانة الأطفال، وتعليم الأبناء، والتكلفة الباهظة للسكن والضرائب الخدمات. وخرجوا في «الديوانية» بجملة من التوصيات الكفيلة بالمعالجة والحل على حد تقديرهم.. فإلى مداولات النقاش: عكاظ: نستعرض معكم في ديوانية مغترب المشكلات والعقبات التي تواجهكم في رحلة الابتعاث.. لنسمع منكم في البداية أبرز هذه المشكلات. عبد المحسن العسيري: هنا مشكلة تواجه المبتعث، وهي حضانات الأطفال، فأنا مثلا لدي طفلان، وعندما قدمت أوراق التسجيل لم يتم قبول ابنتي ذات الأربعة أعوام، فاضطررت إلى تسجيلها في حضانة مع ابنتي الصغرى، وصرت أدفع عن كل طفلة 875 باوند، وأنا في الأساس أدفع لإيجار السكنص 800 باوند، بينما تبلغ مكافأتي أنا وزوجتي وطفلي الاثنين 2300 باوند. والمشكلة لا تتوقف عند الحضانة، بل عندما يتوعك واحد من طفلي، فإن نظام الدراسة في بريطانيا يمنح الطالب المريض 4 أيام راحة، ويجبر الطفل على البقاء في منزله طيلة هذه الأيام، وهذا ما يجعل المرافق أو الدارس ملزما بالجلوس إلى جوار طفله مدة أربعة أيام، ما يصعب علي الجمع بين الدراسة والحضانة في وقت واحد. هاني أوزبك: أنا أتفق معك، فمشكلة الحضانة هي أبرز المشكلات التي نواجهها هنا، ومؤرقة بالنسبة لنا، إذ تصل إلى حدود 900 باوند، والمشكلة الأخرى أن ظروف دراستي أنا وزوجتي لا تتفق مع دراسة ابني، إذ أن موعد انصرافه من المدرسة الساعة الثالثة عصرا، بينما أنا وزوجتي ننتهي من الجامعة عند السادسة مساء، ما يضطرني لتسجيل ابني في مدرسة أخرى كلفتني دفع 300 باوند. حضانة الأطفال عكاظ: هذا بالنسبة لحضانة الأطفال.. فماذا عن تعليم أبنائكم في المدارس، سواء في المرحلة التمهيدية أو الابتدائية؟ عبد المحسن العسيري: يسمح بالتسجيل في المدارس السعودية لمن هم فوق سن خمسة أعوام، بالإضافة إلى أن المدرسة السعودية الوحيدة في المملكة المتحدة تقع في لندن، بمعنى أنها غير مجدية ومفيدة للمبتعثين إلى جامعات خارج العاصمة، ونحن نطالب الملحقية بالتعاقد مع عدد من الحضانات والمدارس في عدة مدن، إما بسعر رمزي أو تتحمل تكلفتها بالكامل. خلاد خريص: فضلا عن وجود صعوبة في تسجيل الأبناء في المدارس، حيث ترفض بعضها تسجيل من هم أقل من أربعة أعوام، ويكاد يصعب العثور على إمكانية التسجيل في مدرسة تقبل بتسجيل من هم دون هذا السن. السكن يؤرقنا عكاظ: كثيرا ما نجد المبتعثين يثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قضية «السكن»، ويقترحون حلولا من واقع التجربة.. فما هي حقائق ذلك؟ هاني أوزبك: هناك مشكلة أخرى تؤرق المبتعثين، وهي تكلفة إيجار السكن في بريطانيا، حيث يشهد اطرادا مستمرا، يصل إلى ألف باوند. فيصل البشر: بالفعل، فالمكافأة لم تواكب المتغيرات التي طرأت علينا منذ 2008م، حيث كانت الأسعار مقبولة، وكان بالإمكان أن تجد سكنا قريبا من معهدك أو جامعتك بسعر معقول، لكنها زادت حيث بلغ إيجار شقة في مانشستر ألف باوند، بعد أن كان 750 باوند في 2008م، وذلك نتيجة نقل المدينة الإعلامية من لندن إلى مانشستر ما خلق أزمة في السكن، ولا ننسى أن أعداد الطلاب في تزايد، وأصبحت مانشستر الوجهة الأولى لهم، كونها تحضن ثلاث جامعات رئيسة، وثماني في أطرافها. والصعوبة التي نواجهها في إجراءات السكن، أن مكاتب العقار ترفض إيجار المبتعث السعودي، لعدم التناسب بين المكافأة الشهرية وإجمالي السكن، حيث يصل إيجار الغرفة الواحدة 500 باوند، ومكافأة الطالب 1168 باوند، أي بنسبة تتجاوز 40 في المائة، لذلك لا يوجد أمامنا سوى خيارين، إما دفع ستة أشهر مقدما، أو إحضار كفيل غارم يحمل جنسية بريطانية. عبد الكريم التويجري: بالفعل، أصبحنا ندفع أكثر من نصف المكافأة في السكن، والنصف الآخر لا يكفي لسداد الفواتير الأخرى وسد احتياجات المعيشة. أمين عبدالقادر: عطفا على ما ذكره الزملاء، فمشكلات المبتعث بالفعل هي تبدأ منذ وصوله، إذ يضطر الطالب لاستئجار غرفة في فندق، والبقاء فيه حتى إيجاد السكن المناسب، والاختيار المناسب معادلة تقصم الظهر، إذ أن المساكن القريبة من المعاهد والجامعات باهظة التكلفة، فضلا عن رسوم الكهرباء والماء والإنترنت. لذا نحن نطالب من المحلقية بدراسة أوضاع الطلاب مقارنة بطبيعة الدولة التي يقيم فيها، من حيث الضرائب وتكلفة النقل واستيفاء الاحتياجات اليومية. محمد أحمد باقادر: وضع في عين الاعتبار أن سكن المتزوج يختلف عن العازب، فالمتزوج يبحث عن السكن الأكثر سعة، والآمن، والقريب من الجامعة، ما يكلفه ذلك دفع أجر شهري يتجاوز ألف باوند. المكافأة لا تكفي عكاظ: أفهم من ما سبق أن المكافآت لا تفي بجميع أعباء الغربة والابتعاث؟ عبدالعزيز المالك: المكافآت غير كافية إطلاقا إذا نظرنا إلى طبيعة المعيشة ومتطلبات الحياة هنا، خاصة طلبة الدكتوراه الذين تنازلوا عن أعمالهم ومشاريعهم في المملكة من أجل الدراسة، ونحن نأمل أن يكون هنالك تمييز في المكافآت بين مرحلة وأخرى، لا أن تتساوى مكافآت طلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. فيصل البشر: أضف إلى ذلك أن تكلفة الأساسيات تضاعفت، نتيجة رفع الضريبة على المواصلات، كالنقل عبر الحافلات والقطارات، إذ زادت في عامي 2009و2010 بنسبة 18 في المائة، بينما شهدت العام الماضي ثلاثة ارتفاعات، حتى بلغت تكلفة النقل عبر الحافلات 160 باوند بعد أن كانت 80 باوند. سعود الشعلان: مجموع مكافآت أسرتي هي 2100 باوند، ولدي طفلان، الأول يدرس في مدرسة ابتدائية، والآخر في الحضانة، وقد دفعت للحضانة 900 باوند، بعد أن مكثت ثلاثة أشهر في انتظار قبول ابني. التوصيات: ** دراسة واقع الدولة والمدينة، من حيث تكاليف المعيشة ومتوسط الصرف للفرد الواحد، وعلى إثرها يتم إقرار المكافآت التي تتناسب مع نتائج هذه الدراسة. ** صرف إعانة لتعليم الأبناء، وتسجيل الأطفال في الحضانات، أو التعاقد مع معاهد ومدارس تتيح للمبتعث التسجيل بسعر رمزي. ** زيادة المكافآت بحسب تزايد نسبة التضخم السنوي، والأخذ في الاعتبار تضاعف قيمة الاحتياجات الأساسية عن العام 8002م. المشاركون في الندوة: عبدالعزيز المالك، طالب في مرحلة الدكتوراه في تقنية النانو الحيوية بجامعة مانشستر محمد أحمد باقادر، طالب في مرحلة الدكتوراه في جامعة مانشستر هاني أوزبك، طالب في مرحلة الدكتوراه في جامعة مانشستر فيصل البشر، طالب في مرحلة الماجستير، تخصص إدارة مالية بجامعة سالفورد عبد الكريم التويجري، طالب في جامعة سالفورد سعود الشعلان، طالب في جامعة مانشستر بوليتان عبدالمحسن العسيري، طالب لغة إنجليزية في مانشستر خلاد خريص طالب لغة إنجليزية في مانشستر أمين عبدالقادر، مرافق