استاء مواطنون يقطنون في الأحياء السكنية المتاخمة منازلهم لورش السيارات، مبدين تذمرهم واستياءهم الشديد مما ينتج عن ذلك من التلوث البيئي بالكربون والزيوت والمحروقات ومن تكاثر وتنامي ورش إصلاح السيارات والمركبات وورش السمكرة واللحام التي تنتشر بالعشرات قرب الأحياء السكنية شمالي ووسط جدة. وتحدث في البداية عبيد الحربي قائلا تلك الورش كانت ضرورة ملحة في وقت مضى، بينما الآن ومع قيام عدة مشاريع واتساع الرقعة السكانية فإن نقل تلك الورش أصبح ملحا كونها تشوه المنظر الجمالي للأحياء خصوصا التي تخضع للتجديد. ويتابع ربما كان نقلها صعبا في الماضي لعدم توافر مناطق خاصة بها، بينما اليوم أصبحت شبكات الطرق متوافرة ما يعني سهولة الوصول إليها في أي مكان يتم نقلها إليه. وعلى الصعيد ذاته قال عبدالعزيز ناصري إن نقل الورش الصناعية من داخل أحياء المدينة إلى خارجها بات أمرا ملحا، وسمعنا كثيرا أنه ستنقل هذه الورش إلى منطقة صناعية بعيدة عن الأحياء السكنية، والبلدية مطالبة بالإسراع في تنظيم منطقة صناعية خارج المدينة. وأضاف أن وجود الورش الصناعية والمصانع داخل الأحياء السكنية بشكل غير منظم يتضرر منه الجميع، سواء أصحاب الورش أو المواطنون الراغبون في الاستفادة من خدماتها، مضيفا أنه إذا جمعت هذه الورش والمصانع داخل منطقة واحدة وزودت بالخدمات اللازمة ستعم الفائدة الجميع. وزاد أن الورش تسبب إرباكا مروريا للشوارع فأصحاب هذه الورش لا يهتمون ولا يتقيدون بأنظمة المرور، فترى سياراتهم التي يقومون بإصلاحها يضعونها في أي مكان، حيث إنه لا توجد لديهم أي مواقف مخصصة لهم وبالمقابل يقبلون أي زبون يأتيهم من أجل المكسب المادي ولا يعنيهم المنظر العام للحي. وأشار ربيع المنهالي إلى قضية خطيرة وهي قضية التلوث البيئي من جراء الانبعاثات التي تصدر من عوادم السيارات وبويات السمكرة وآثار اللحام وروائح الزيوت بشكل عام، وأضاف المنهالي أن كثيرا من السكان هجروا مثل هذه الأحياء رغم قربها من مدارس أبنائهم وأماكن عملهم تفاديا لمثل هذه الأضرار التي قد تنجم عن تلك الورش، بالإضافة إلى أنها قد سببت لهم الكثير من الإحراج مع أقاربهم وضيوفهم من حيث الإزعاج وقلة المواقف للزوار واتساخ الأرضيات بالزيوت ومشتقاتها. ومن جهتها علقت أمانة محافظة جدة على الموضوع بقولها إن وزارة الشؤون البلدية والقروية قد وضعت ضوابط ومعايير فنية وبلدية للترخيص لهذه الأنشطة وتختلف اشتراطات ومتطلبات الترخيص لكل نشاط بناء على نوع الخدمة المقدمة وعدم وجود أي ضرر منه على الجوار. فمثلا ورش ميكانيكا وسمكرة وبوية السيارات وورش الحدادة والنجارة غير مسموح بها داخل الأحياء السكنية لما تسببه من إزعاج وضرر بيئي على السكان.