أناشيدنا الجميلة ونحن صغار تفوح فرحا برائحة المطر والأرض، أعيننا تعانق السماء والغيوم ترسل بسماتها لنا أن استقبلوا الخير كله، الشمس تعلن مغيبها المهيب، ونحن نركض خلف تلك الغيوم الرمادية نستمطرها بأناشيدنا البريئة، الآن لم يعد أطفالي يركضون خلف الغيوم، لم يعد أطفالي يغنون للمطر، لم يعد أطفالي يفرحون برائحة الأرض بعد غسلها بماء السماء. ما يفعله أولادي الآن إرسال رسائل تحذيرية من الغيوم لأصدقائهم خوفا عليهم من المطر! ما يقوم به أولادي الآن الدعاء أن لا تأتي أمطار! أولادي يخافون المطر يا سادة! لماذا يصيب أولادي الرعب من المطر؟ من قتل فرحتهم بالركض خلف الغيوم؟ من حرم أولادي أناشيد المطر؟! دب الفساد حتى إلى قلوب صغارنا، استوطن الخوف أفئدتهم من حبات المطر، ما نشاهده من سيول سببها الفساد حرم الجميع فرحتنا بالمطر في مكان الماء هو الحياة له، حتى تراحيبنا ببعض تستجدي المطر للاحتفاء بالقادم وإعلان حبنا له، كذلك الحنين لأيام مضت يبقى المطر هو الصادق الأوحد لدينا للتعبير عن ذكريات خالدة محفورة على جنبات الذاكرة وفي سويداء القلب، فنطلب السقيا لتلك الديار «يا سقى الله».. كل هذا أصبح حديثا من أحاديث الماضي! المطر المطر المطر.. كم أنشد له الشعراء وتغنى به العاشقون، الآن أصبح كابوسا مرعبا، لماذا؟ وهل سترحل عنا فرحة المطر؟ أعيدوا فرحة المطر لأبنائي.