ترجم الشاعر الدكتور عبدالله محمد باشراحيل ، بلغة شعرية تفيض لوعة وأسى وتزدهي رقة وعذوبة كلمة (أم إباء) التي رثت فيها ابنها إباء عبدالمقصود خوجة الذي انتقل إلى جوار ربه مؤخراً - رحمه الله - وفي المقابل أبدى عبدالمقصود خوجه اعجابه الشديد بالنص الشعري الذي جسد لحظات الفراق على (إباء) و الرحيل المفاجىء الذي أحدث فاجعة في الأسرة ..هنا كلمة (أم إباء) وقصيدة باشراحيل ، ورد عبدالمقصود خوجة. سأحدثكم عن إباء الذي رحل مع خاتمة قصائد الشتاء، وافتقدته بواكير الصيف ، والعصافير الآيبة ومساءات جدة الثكلى. سأحدثكم عن إباء الشهي كرائحة الصنوبر ، الندي كرذاذ سحب الفجر، الوديع كغروب غاص في الأفق خَفَراً وحياءً. سأحدثكم عن أميري ، عن نجييّ عن سميري ، عن فرح بلادنا الذي ركض خلف فراشته ، وهرب من كراسة التفقد في ذلك المساء ، ومضى يداعب الريح لتسرقه ، وتخبئه بعيداً عن عيني ، سأحكي لكم عن طفل كان يحبو في غرفة الجلوس ، يهز البيت بدوي صَبْيَناته ، يعابثنا ، يشاجرنا ، ويستفز فينا حباً وشغفاً ، سأبوح لكم بأحلامه الصغيرات التي كان يرسمها على وسادته قبل أن ينام . سأفشي لكم ضحكاته التي حملتها يمامات مهاجرات . سأقص عليكم ، حكاية حبه للمملكة؛ لمكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، وجدة، سأروي لكم عمن أحبهم وبكوه، عن الشجيرات التي ذبلت والنراجس التي شحُبت والنوارس التي كفت عن هجرتها ، عن الأزاهير الدامعة التي كانت تصبح عليه ، عن العصافير التي كانت تشدو له ، وإليه. عن أترابه الذاهلين ، وأصدقائه الواجمين ، وأشقائه الملتاعين ، ووطنه المفجوع. أبكرت عنا الرحيل يا إباء ، يا من غادرت عند أعتاب الفرح ، وتركت القلب مكشوفاً ، وضيعت علينا طيبك وفوحك ، وبخلت علينا بشذاك وصيرت دموعنا أنهاراً. أبكرت عنا الرحيل ، يا من مضيت كطير أو سحابة ، يا من كنت وردة وسطراً جميلاً في كتابة.أبكرت عنا الرحيل يا لهفة المشتاق ، وبسمة الأطفال ، وكلمة الحق. أبكرت عنا الرحيل يا قطرة الغيث في عالم شح فيه المطر. يا نسمة الريح في قيظ هذا العالم . ياموجة البحر التي تحمل السفين إلى بر السلامة .أبكرت عنا الرحيل. أودعك بني إلى من بسط الأرض ورفع السماء فانعم هناك بإذن الله ومشيئته. أمك من هي لك ميلينه/ والدة إباء عبدالمقصود خوجه