قبل سنوات قليلة كان لي اطلاع وحضور في بعض غرف المحادثات خاصة الصوتية على الإنترنت، لفترة وجيزة كانت كافية أن ألاحظ فيها وجود مجموعات أو ما نسميه (قروبات - groups)، بالإضافة إلى المتواجدين من الزائرين الذين يستمرون بالدخول والتواجد المتواصل في كل غرف المحادثات، كل مجموعة أو قروب في غرفة أو روم (Room)، وبشكل مستمر يكاد يكون يومياً وفي أوقات مختلفة، وخاصة في الفترة المسائية، وهذه المجموعة أو القروب والزائرون هم من الذكور والإناث، والغالبية العظمى منهم مستمعون ومشاهدون فقط، كما أن البعض من هذه الغرف متقدّم تقنياً وبرمجياً عن البعض الآخر، من ناحية إمكانية مشاركة الصوت والصور الثابتة والمرئية المباشرة أو مشاركة المواد المسجلة، وكأي مجال آخر يوجد به الجيد والمفيد والسيئ والرديء. ولما كان لافتاً لي هذا الحضور والتواصل المستمر اليومي ولفترات طويلة وسهولة هذا التواجد رغم تباعد المسافات داخل المدينة وبين المدن والدول المختلفة في أنحاء العالم أذكر أنني تساءلت: ماذا لو بلغنا من التطور بأن يتوافر مزيد من التواصل على كل المستويات من العلاقات؟! العائلة في روم والزملاء في روم والأصدقاء كل مجموعة أو قروب في روم؟ فكم سيكون ذلك مبهراً وإيجابياً؟! ولم تمض إلا سنوات قلائل لا تتعدى أصابع اليد الواحدة إلا وأصبح الخيال حقيقة بظهور أجهزة الجوال الحديثة والذكية كما تُسمى من خلال إمكانية التواصل الكتابي المفتوح وغير المحدود بوقت أو غيره بين شخصين أو بين أفراد في مجموعة أو قروب، وإمكانية مشاركة الآخرين في المواد المرئية أو المسموعة ببرامج مختلفة مثل برنامج (واتس اب - whatsApp). وفي هذا الوقت قلت لأحد الأصدقاء إنني حينما كنت أسير بسيارتي على أحد الطرق السريعة مثل طريق (الخرج - الرياض) أو طريق (الرياض - الدمام) كنت أتساءل أيضاً: ماذا لو أن لكل طريق سريع غرفة أو روم؟ تستطيع الدخول إليها ومحادثة من تريد على هذا الطريق، كأن تخبر السائق الذي تجاوزك بأن سرعته زائدة! أو أن إضاءة أنوار سيارته عالية ومؤذية، أو غير ذلك مما تود قوله للموجودين على نفس الطريق! فقال لي: ذلك يا صديقي موجود ويحدث الآن في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وغيره، وبالفعل نرى وجود حسابات بأسماء بعض الطرق وبعض المدن يتم التنبيه فيها مثلاً عن وجود ازدحام في منطقة معينة من الطريق، أو التنبيه عن شيء آخر! وقد سمعت أحدهم يقول قبل أيام لا أظن بأن العلم سيتطور أكثر مما وصل إليه الآن! قلت وما يدريك عن من كان قبلك أن يكون أحدهم قد قال مثل كلامك هذا وقت اخترع التلفزيون باللونين الأبيض والأسود؟! التطور العلمي والتقني المتسارع مستمر وبلا حدود طالما يعيش الإنسان ويحتاج لما يسهل عليه حياته، ولأن يكون في حال أفضل، فيفكر ويصنع ويبدع، ويوجد من هو بيننا الآن وفي الماضي من لديهم من العلم والمعرفة والخبرة والتجربة ما لا يكاد الآخرون أن يصدقوه! {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}. www.entdar.com