القلم أحد من السيف إذ إن القلم يقنع أما السيف فيخيف وما كان عن قناع أبقى مما يكون على خوف . قال الله تعالى: ? اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم ? . أول أمر نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ديننا الحنيف ودستورنا كتاب الله المقدس هو إقرأ والقلم فنحن أمة محمد يجب علينا أن نعمل بالقراءة والكتابة أي نحن أمة إقرأ والقلم. فالقراءة تعلمنا ما لم نعلم والعلم قوة لا حدود لها يباع ويشترى بأغلى الأثمان ولكن لا نستطيع أن نقرأ ونتعلم ما لم نستعمل القلم «علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم» . لذلك فإن القلم أحد وأقوى من السيف. العنوان تذكرته مما رواه لي والدي يرحمه الله عندما كان نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في عهد معالي الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية آنذك وحدث موقف بين الإثنين مما جعل الوزير يستدعي والدي لمنزله في كيلو 6 على طريق مكة القديم بعد صلاة الفجر وأستأذن ودخل والدي على الوزير تلبية للاستدعاء وإذا معاليه يعاتب الوالد على التقصير في عمل ما. فأخرج الوالد خطابا من جيبه وسلمه للوزير وكان الخطاب أمرا من معاليه بإحالة والدي من منصبه. وبعد أن قرأ الوزير ذلك الأمر ردد مع نفسه جهرا قال: «عملوها الملاعين». وعندها أخرج والدي من جيبه ذات القلم الذي أكتب به هذه المقالات وقال لمعاليه يشير إلى القلم في يده: هذا هو سلاحي الذي أمتلكه لا غيره، إن أمرتني استعملته. جاء رد الوزير قائلا: يا معتوق إرجع سلاحك في جيبك واستمر في عملك ودعني أتصرف في من كانوا السبب في هذا الخطاب. واستمر والدي في عمله كنائب محافظ مؤسسة النقد وتم ما تم من معاليه. من والدي ورثت نفس القلم ذاته الذي أسطر به مقالاتي عبر 26 سنة في هذه الجريدة وتعلمت منه ( يرحمه الله ) أن القلم أحد من السيف. وحديثا زارني أحد الزوار في مكتبي وأخرجت له قلمي وقلت له بأنني بهذا القلم أنتصرت على أقوى أعدائي وبه تقربت إلى أعز أصدقائي. فأول ما خلق الله «عز وجل» هو القلم، ولمكانة القلم الرفيعة في الإسلام أقسم به الله عز و جل في قوله: ( ن و القلم و ما يسطرون ) . وهذا يبين لنا عظمة وقوة القلم الذي يسطر الكلمات ليعبر عن الآراء ليقرأها الناس فتؤثر بهم. وهذا القلم أمانة بين يدي كل من يكتب به فهو سلاح بحدين، فإن سن القلم أحد من سن الرمح والسيف، لأن سن الرمح والسيف قد يقتل شخصا أو أكثر، لكن سن القلم يكشف مواضع الخلل وأسس الفساد مما يؤدي إلى اقتلاعها. إن اللسان لا يجري مجرى القلم ولا يشق غباره، أو يتكلف بعد غايته فأثره ضائع وحضوره مؤقت ومداه موصول بمدى الصوت الذي سرعان ما ينقطع، أما القلم فهو علامة الحضور المتصل والزمان الممتد. أمرنا الله عز وجل أن نكتب: (فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدلِ ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب). للتواصل ( فاكس 6079343 ) للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة